بقلم : ناصر الظاهري
* «يا أخي مرات الإنسان هو من يفلع رأسه بحصاة، عيل تقوم وتركّب واحداً في سيارتك، ويظل يقرأ من شاشة تلفونه الرسائل، ويرسل أخرى لأناس متعددين، لا تعرفهم، وأنت تسوق، وحين تقطع نصف الطريق، ينتبه لك، ويقول: (تراك دوّرت رأسي بهذه السواقة، لاعت كبدي)، مثل هؤلاء كثيرون في الحياة، يريدون أن يحمّلوا الناس تعبهم، وفشلهم، وإخفاقهم، وعدم مواتاة الحياة لهم، ونقص حظوظهم، حتى أن بعضهم يمكن أن يدّخلك في الوسط، لأن عصارته الهضمية ليست كما يرام، وتسبب له حرقاناً غير عادي»!
* ثمة حروب مفتعلة في وسائط التواصل أو التقاطع الاجتماعي، يقوم فيها البعض بالحروب أو المناوشات من بعيد عن البعض بالنيابة أو بالإنابة عنهم، يلتقطون طرف الشرارة ليوظفوها في إشعال حريق يضر بالجميع، لا مستفيد منه إلا هم، والكثير من الـ «هم» اتخذوها كحرفة في منصة إعلامية غدت اليوم مؤثرة لسرعة الوصول والتواصل والتفاعل، دون أن يكون هناك ميثاق شرف لهذه الوسائل أو الوسائط، وحدهم الحكماء بعيدون عن ذلك، ويقدرون الأمور بميزان العقل، وروح البصيرة، وحسابات كثيرة تهم المصلحة العامة.
* «ترى بعض الشركات هلكتنا بعلامة الجودة، من غبشة الله، وما عندها إلا البحث عن علامة الجودة والتميز، حتى غدت كل شركة ما عندها شغل، ولا مشغلة إلا علامة الجودة، وتدفع لتنال شهادة الجودة، أريد أن أعرف لماذا لا يسخرون أموال «النفخ والترقيع» في عمليات التصحيح وطلب الجودة؟ بدلاً من البحث عن الجودة»!
* «ما يوترني مثل واحد يمزر يده عطراً، ويسلّم على الناس، وكأنه يصرّ لك في يدك مضرب ريحة، بعدها تلقى هذا الذي يعطس، وذاك الذي يشم يده ظهراً وبطناً، ليس حمداً، وشكراً، بل من رائحة مسك العطّار، وآخر يظل يتشمم من حساسية علقت في شعيرات أنفه، المهم ذاك العطر، ويد ذاك العطّار، خربطت كيان الحضور، وخلقت فوضى غير خلاّقة»!* «مرات.. أتعجب من الناس الذين يحتَلّون كل يوم، وبعضهم ينش، وهو يحلم بالحلول، وحلول هذا الوقت، مب حلول يابس، بتدقّه، لا.. حلول في غراش، والناس الأوليين كانوا يدعون على الذي يبغضونه بقولهم: «حلّك بطنك»، والحين بعض الناس من البطرة، لا من الشقاء، يغرّون عمارهم حتى العمى، ولا يلقون من يدعو عليهم»!