خميسيات

خميسيات

خميسيات

 صوت الإمارات -

خميسيات

بقلم : ناصر الظاهري

- «حال المطربين الشعبيين في الزمن الأول يختلف عن حالهم اليوم، مساكين كانوا، لا تعليم ولا احترافية في الموسيقى، متى ما دقّ رأسه الهوى غنى، وأكثرهم كان يغني في الأعراس قيس عشاه، ويمكن حتى قبل العرس يفزع مع أهل المعرس، ويحطب من هالسيح، لا فرقة غير كم لايث وعاطل، والهوى يزاغي راْسه، وأحد منهم فيه زيران مب طرب، ويتمون يقرقعون ابياب السمن وراء هالمطرب، لا إيقاع معتدل، المهم يتماشون مع ذلك الذي يصيح: «سرى الليل يا ساري»، كانت أغانيهم ليس فيها من الفن إلا الحماسة، وتجد المطرب متسبحاً بعطر «بو طويره أو كليوبترا»، وماسك ذاك العود غير المدوزن، بوتر معدني وحيد هو السليم، ويمكن أن يكح في الميكروفون وسط الأغنية تلك الكحة التبغية غير الناشفة، والكورس وراءه متثائب على الدوام، وينتظر نداء صينية المعاريس، ليفز من غفوته، وذاك من ذاك من تقوم محلات الأسطوانات بتسجيل أغانية بتلك التقنية البدائية تسمع شروخ الأسطوانة أكثر من صوت المغني، تذكرت ذلك.. وأنا ألمح في الشوارع لافتات المغنين الجدد بأحجامها الكبيرة، والتي يبدو فيها الواحد منهم مثل صبي حلاق، يلمع من فوق لحدر، ومطوق بسلاسل في الجيد واليد مع تلك الابتسامة السيراميكية التي تشع من بعيد، وَيَا دوب يلين ويصرخ: «بحبك» حتى تجد الموسيقى الإلكترونية تسعى من كل مكان، وسماعات تصمخ الأذن، مغطية عليه، ومحسّنة من أدائه، وتضيع الأغنية وسط النطنطة واستحلاب تصفيق الجمهور دون العشرين.. مساكين مطربين قبل النفط»!

- «حين تتسهل الأمور، ويلتقي شاعر حداثي، لا يعترف إلا بقصيدة النثر، منفوش الشعر، ولازم يكون محّلط، وخلقانه مجَسّفة، وإلا كيف ينزل الشعر، بموظف يعمل في الموارد البشرية، يحاول جاهداً أن يكون ملتزماً في الحياة، ومثالاً يحتذى في العمل، ذاك اللقاء الذي أشبه ما يكون بـ«جني راوح عطبة»، وهو لقاء تجبرهما عليه الظروف، موظف الموارد البشرية ينتظر توقيع الشاعر، والشاعر مصَبّح الدوام الساعة تسع، وهي بايتة فيه، ويحنّ لصلب سيجارة وفنجان قهوة، ليوازي معدل ساعات نومه القليلة، غير عابئ بالتأخير اليومي، والموظف يشوفه ويتحرقص، والود وده لو يَرَوْم يفنشه ذاك الحين، يدخل الشاعر المتخطي حواجز اللغة، ويهمزه بعبارة: «صباح الخير أيها الليل»! فتسمع الموظف المتهندم يرد عليه بتهكم: «شو هالخريط اللي ما يخلي في مخباك نوط بو خمسمية، شو هذا؟ ليت الشور شوري والله..»، فينتبه الشاعر بقشعريرة باردة نفضت جسده النحيل، والمؤكد أنه ينقصه الحديد، وفيتامينات عديدة لا يعرف عنها، باشّاً: «لا تثريب عليك.. سيدي»، فيتمتم الموظف: «تعالوا.. تصوخوا عاد.. شوفوا هالهندقة»! نقلا عن الاتحاد

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خميسيات خميسيات



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates