قبل البدء كانت الفكرة: الدول مثل الناس، فيها الغني وفيها الفقير، فيها المؤدب، وفيها الجلف، فيها المحترم والراقي، وفيها اللئيم المتغطرس، دول متعففة، على فقرها، ودول تمتهن الشحاذة، على غناها، دول يجري الخير من تحتها، ودول قاحلة لا تعرف للخير طريقاً، دول تفرح بالمصائب والنكبات وأذى الغير، ودول تهبّ للصديق والشقيق والغريب، دول سلوكها القيم المثالية في الحياة، ودول تبحث عن المشاغبة والاختلاف ولو تلوثت بوحلها، دول همّها الإنسان فيها، ودول همّها الهم والنكد، وطمس الضحكة فيها!
خبروا الزمان فقالوا: - «من دواعي الرثاء أن تنفق الذهب في الطلاء».
- «لا تهتم بوصف الحبل في بيت به مشنوق».
- «الأذن التي تشكر، تلك التي إذا سمعت خيراً حفظته، وإنْ سمعت شراً نسيته».
- «الإيمان أن تؤثر الصدق حين يضرك، على الكذب حيث ينفعك».
معلومة غائبة: مدة حمل السيدة مريم البتول بسيدنا عيسى، البعض قال: تسعة شهور، والبعض قال: ثمانية، حفظاً لخاصية عيسى، لأن ابن الثمانية لا يعيش، والبعض يرجح الحمل بمقدار ساعتين فقط، «فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً، فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة»، حرف الجر الفاء فيه دلالة التعقيب، مدة نومة أهل الكهف ثلاثمائة عام وازدادوا تسعاً، ومدة لبث يونس في بطن الحوت قيل ضحى، ولفظة عشية، وقيل: ثلاثة أيام، وقيل سبعة، وقيل أربعين يوماً.
من بحر العربية: قصيدة «صوت صفير البلبل» للأصمعي التي كتبها على أعمدة رخام، واضطر الخليفة أبو جعفر المنصور دفع وزنها ذهباً، لأنه عجز وعجزت جاريته وغلامه أن يحفظوها، وهي طويلة منها:
صوت صفير البلبلي هيج قـــلبي الثملي
قطفته من وجنةٍ من لثم ورد الخجلي
فقال لا لا لا لا لا وقد غـــــــدا مهرولي
فولولـــت وولولت ولي ولي يا ويل لي
فقلــــــــت لا تولولي وبَيّني اللؤلؤ لي
في وسط بستان حلي بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا لي والطبل طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب لي
شوى شوى وشاهش على ورق سفرجلي
والكل كعكع كعكع خلفي ومن حويللي
لكن مشيت هارباً من خشية العقنقلي
من حديث أهل الدار: يهاوي، يهدهد الطفل، يلاوي، يضم، ياوي، يرحم، يقاوي، يعاند، يعايي، ويعاشي، يجادل، يواشي، ينقل النميمة والدسيسة، يعاوي، نقول: الجلب يعاوي، يناوي، يؤشر، نقول: «يناوي من بعيد»، يراوي، يُطلع، نقول: «راوني صورتك»، وقرقع، أحدث أصواتاً مزعجة، والقرقعة، الضوضاء، وكركعان، صوت الرعد، نقول: «كركعان صيف» أي رعد دون مطر، نقول: «قرقشان ما في خسارة، وإلا في الحرمة، وإلا في الحمارة».
محفوظات الصدور:
ما أريده ولا أستريده ولا خاطري يهواه
بضرب عيني بحديده إنْ برّقت جدواه
يا أهل الندا يا عوني بوايب من زقر
عسى سحب المزوني لي تمطر من غزر
وينعم حسين اللون راعي الينب العفر
لأول أعايي عنك وأيّحَد واليوم روحي شفت بالعين
ما آبي عليكم حَدّ يشهد قيظٍ وهايم في البلادين