بقلم : ناصر الظاهري
* من عام القراءة ونشدان المعرفة والرقي بالإنسان إلى عام الخير والعطاء، ومعنى أن يكون الإنسان متحضراً، مترفعاً بالقيم والمُثل، تمضي الإمارات في خططها، ورؤيتها نحو ترسيخ مبادئ جميلة في الحياة، وفِي النفوس، باعثة الأمل في غد أجمل للذين يعيشون على أرضها بكرامة، منعمين بأمن وسلام وتسامح، وللذين يهمونها، ويريدون أن يسمعوا صوت الحق والخير والجمال، وينعموا بالحب والسعادة على الدوام، ومن عام لعام، والإمارات تختار لها «أيقونة» لمعنى الحياة!
* الله يعين الأهالي بعد هذه الإجازة الطويلة، فمن اليوم ستمتد معاناتهم مع أولادهم، وكثير من مدارسهم، وساعاتها الطويلة، وامتحاناتهم الكثيرة التي لا تتناسب معهم، ومع أعمارهم، ولا تتناسب مع التعليم الحديث، يشعرني أهالي هذا الجيل الجديد بأنهم يدرسون مع أولادهم، ويمتحنون معهم، ويراجعون لهم واجباتهم المدرسية، لقد تحولوا لطلاب في أعمارهم المتقدمة، والسبب نظم التعليم المختلفة، والتجارب المتعددة التي نحاول أن نكيفها لتتلاءم مع بيئتنا ومجتمعنا، والتساؤل: ألا يمكن أن نبتكر لنا منهاجاً تعليمياً، ونظاماً دراسياً نابعاً منا، ويصلح لأبنائنا ومستقبلهم، ويسمح للأهالي بالتقاعد من التعليم في الصغر والكبر؟!
* ما يرهقنا في الإمارات أن أيام الإجازات والعطلات العامة عادة ما تصاحبها حوادث مميتة، يروح فيها ضحايا من شباب الوطن، وبشكل جماعي، نظل نتوجع منها، وعلى فقدائنا من الأبناء الذين كنّا نعدهم لمستقبلهم، فيتخطفهم الموت منا فجأة في غمرة كنّا نريد أن نلهو معهم، ونقضي إجازتنا بصحبتهم، ثمة سبب يتكرر، ونحن نقف عاجزين أمامه، رغم أنه يحصد فلذات أكبادنا!
* أتمنى أن تجرى دراسة ميدانية حقيقية، وتقويم سليم لما يعرف عندنا سنوياً بمعارض التوظيف، ودعوة الشباب للانخراط ضمن سجلات التوظيف، وفتح آفاق جديدة لهم في العمل واحتياجات سوقه، لماذا هذه الدراسة ضرورية، والتقويم واجب؟ لأننا لا نريد مزيداً من الشكاوى المسكوت عنها، ولا نريد تبجح بعض المؤسسات بحجم التوطين وأرقام التوظيف عندها، وهي في حقيقتها عارية من الصحة، وأيضاً هناك بعض المؤسسات التي تتباهى بمعارض التوظيف أكثر من التوظيف ذاته، والبحث عن إيجاد الفرص الحقيقية للموهوبين والمتميزين، وممن يمكن تطوير ذواتهم وخبراتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح، وبعض المؤسسات التي تراكم طلبات التوظيف سنة بعد سنة، والعذر إيجاد فرصة مناسبة لتخصصات المرشحة، وأخرى يطلبون من الباحثين عن وظيفة التواصل معهم عبر بريدهم الإلكتروني، وموقعهم الرسمي، على أساس أنهم متطورون، ويحافظون على البيئة، وضمن «السيستم» الجديد، وإذا تقدر سجّل بياناتك بسهولة ويسر، وأقدر على التواصل معهم إلكترونياً، وخلهم يردون عليك مثل ما يفترض بالفضاء الإلكتروني، وسرعته!
المصدر : الاتحاد