بقلم - ناصر الظاهري
ما في حلّ مع المغردين والممتطين صهوة الوسائط الاجتماعية، لأنهم يدخلون علينا دون قرع الباب، ويمكن أن يتطفلوا في أي لحظة، لأن وجوههم أرقام، وصورهم «ايموجي»، وإلا ماذا تقول بما يرتكب بحق خبر رسمي يتحدث عن تمتين العلاقات الثنائية، وتوطيد أواصر الأخوة والصداقة بين البلدين الشقيقين؟ ووزير متعنّي، وآت من أقاصي أفريقيا، وهو من أصحاب القامات، وذوي الأجساد التي لا تشكو من فقر دم، وعابر هذه الجبال والبحور، هدفه تمتين العلاقات الثنائية، وتحت الصور الرسمية للزيارة الميمونة، وللضيف المبجل، تظهر لك تعليقات من المتابعين، اللي تريد بيع دخون ومعمول، واللي يريد يبيع «رنكات رنج روفر 17»، وواحد عنده «فتك» ومتعايي به، ويريد يبادل به «كبسولة»، لا والتي تعلن عن حل كامل وشامل ومدمر للكرش، ومركز متخصص بالزيوت والأعشاب فيما إذا كانت زوجتك تعاني من الرَضّاخ، فعلاً هم من ينطبق عليهم القول: «شو دَخّل طز في مرحبا»!
-- بسبب تعطل الأعمال، وكساد التجارة، وعزوف المتسوقين عن الصرف، ومن أجل البحث عن سبوبة للكسب، تعلن بعض الشركات عن توفر شهادات زور، وحلف يمين غموس، وتوفير شهود عدل للطلاق، وخدمة لإخواننا الحجاج هذا العام، تعلن إحدى الشركات عن تقديم خدمة الحج البدل «فئة أولى» للميسورين، و«فئة ثانية»، لمن لم يستطع إليه سبيلاً، يختص بالفروض، ويستثني النوافل، ولا يشمل الخشوع العميق!
- لا أعرف ما قصة الشباب الخليجي بالذات والعربي في العموم الذين يتراكضون على «توليف» ولا أقول تأليف كتب السعادة الغامرة، والطاقات الإيجابية، ونبذ القوى السلبية، وتلك الحكم الجميلة في فن الحياة، وأفكار عميقة في فلسفة الإيمان، بحيث ما أن تفتح كتاباً من كتبهم التي يعتنون بأغلفتها الملونة بسذاجة، وتتعدد الطبعات، وتكثر الأجزاء، حتى تدرك أنها مسروقة من كتب أجنبية لها صيغة التأليف الجمعي أو سنوات طويلة من التجارب وعراك الحياة وتجارب السفر، والحبيب أبو غترة مكوية بالنشأ واللحية «المخنيرة» رأس ماله في الحياة 26 سنة، لم يقضها في أعمال البر والتقوى، ولا فتح كتاباً في المنطق، ولا قرأ عن الجبرية، والدهرية، والوجودية، ولا يطيق الفلسفة، ويحب كتب علم النفس الميسرة ولليافعين، ومعظم مغامراته لا تتعدى «بانكوك» و«البوسنة»!