تكبر البيوت فتضيق بالخلافات

تكبر البيوت.. فتضيق بالخلافات

تكبر البيوت.. فتضيق بالخلافات

 صوت الإمارات -

تكبر البيوت فتضيق بالخلافات

بقلم : ناصر الظاهري

أحياناً نرمي من نحب بأحجار الجهل، فندمي قلوبهم قبل أن ندميهم، تاركين لهم مساحة للانهزام والبعد، ململمين اعتذاراتهم لأنفسهم الأبية، والتي لا تهون عليهم، وإن داروا قليلاً، وتسامحوا قليلاً، فلأجل خيط من الود تعمى عنه عيوننا وقتها، وهم يرونه، ولا يودون قطعه، نقسو أكثر، ولا ندري أننا نحاصر قلوبهم الرحيمة، ونجبر ودهم على أن يتغير، وحين نقبض على الرماد والأسف، نتبصّر ونتدبر، فتكون هناك مسافة بعيدة بين النفوس، وإن هرولنا من أجلها، وركضنا في سبيل تقريبها، إلا أن العبث نحاول، فقد غاب كل شيء في حريق النفس ذاك، والذي أشعلناه بجهلنا، وضيق صدورنا.

طرأ عليّ هذا الخاطر أو الحديث بينما كنت أرقب يومياً تلك المحكمة الحجرية العتيقة في مدينة ميونيخ، والتي تقابل إطلالة نافذتي، وأبقى لساعة صباحية أرقب الداخلين والخارجين، فإذا هم يعدون على الأصابع، وأتفكر في أمر محاكم العرب والمسلمين المكتظة بالحشود الغفيرة، وإذا بعائلات داخلة وخارجة وتنتظر، وكأنها أشبه برحلة برّ، وبعضهم يقيم بالليلة والليلتين عند

أسوارها، رغم أن المكان ليس للود أو للترويح عن النفس، هذا المكان الذي يرمي الناس فيه مشكلاتهم حينما يريدون أن يخرجوها للعلن بعد أن تضيق بها أسرار البيوت، وكأن المحاكم هي بيوت الفصل الأخير في حكايات البيوت المتأزمة بأسباب هي منا، ونريد للآخرين أن يحلوها لنا أو يسكّنوها لحين، على جمرها المتقد، ومرة سألت محامياً صديقاً عن مدى راحة ضميره،

وهو يعيش ويعتاش على مشكلات الناس، فقال: هل تتحمل أن تسمع في اليوم ما يزيد على العشرين مشكلة، وعليك أن تتعايش معها، وتساهم في حلها، وكأن المتخاصمين من أفراد أسرتك، وفِي النهاية لا تسلم من الأذى من أحد الطرفين، أضعفه باللسان، وربما تحولت من نصير إلى عدو لأحد الطرفين المتخاصمين، أعتقد أن في عملنا أجر عشر حسنات، ولا تعتقد أن أجرنا

المادي يزيد بتضخيم المشكلات، فالأفضل أن نجد الحل السريع بدلاً من تعقيدات طرق المحاكم التي نعرف مدى تغولها وتوحشها، وضياع الكثيرين فيها، ونحن نحاول أن نهدي ونهدّئ النفوس ما استطعنا، وإن فشل الطرفان، لا نحن في الحل، وجب البتر، والذهاب لأقصى الأمور، وأبغضها حلالاً، أفلا نستحق الثواب والأجر المادي الذي نأخذه؟، ففي عملنا نكون أمام الأطراف مثل الطبيب النفسي، والمحلل والباحث الاجتماعي والداعي بالمعروف وساعي الخير.
يبدو أن مشكلاتنا تزداد تعقيداً، كلما تشعبت طرق حياتنا، وكلما كبرت مدننا وبيوتنا، ضاقت بخلافاتنا!

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكبر البيوت فتضيق بالخلافات تكبر البيوت فتضيق بالخلافات



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 14:49 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

محلات "pinkie girl" تطرح فساتين مخملية في شتاء 2018

GMT 06:04 2015 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

التنورة المطبّعة تمنح المرأة العاملة الأناقة والتميّز

GMT 12:39 2015 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تكشف عن ساعة "سيليريا" الجديدة للمرأة المثالية الأنيقة

GMT 20:36 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

مراحل التطور الجسمانى عند الطفل

GMT 09:26 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

منزل إيلي صعب الجبلي في لبنان فخم وضخم

GMT 12:43 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

غرفة الشارقة تشارك في معرض جيتكس 2014

GMT 22:09 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

مؤشر عقار أبوظبي يربح 23% منذ بداية 2013
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates