وَيْل للمصلين

"وَيْل للمصلين.."

"وَيْل للمصلين.."

 صوت الإمارات -

وَيْل للمصلين

بقلم : ناصر الظاهري

البعض يبتر الحديث ليختار منه ما يتوافق مع فكره الضيق، والبعض يعض على بعض الكلمات التي تخدم عقله الجاهل، والبعض الآخر يقف عند «وَيْل للمصلين» ويكتفي، هذا مما أبتليت به أمة محمد، عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم، وهذا مما يشقي المسلمين، ويؤخر تقدمهم في كل مناحي الحياة، ويعطل دينهم، ولا يفرحون بدنياهم، والعجب العجاب أننا نقيم لمثل هؤلاء الذين بلا وزن وزناً وقيمة ومكانة، ونضفي عليهم الألقاب، وآيات التبجيل، وهم كذلك الذي يحمل أسفاراً، ولا يعرف قيمتها، ولا ثقل معرفتها، تكون الفتنة نائمة، ويقومون بإيقاظها، يتصيدون في كل المناسبات ليخالفوا ويعرفوا، هذا بعض ما أوحى لي به ذلك المتشيخ والمتأسلم حين نفخ في كير الحداد، مظهراً كل خبثه وفساده، بتعليقه على وفاة الفنان «عبد الحسين عبد الرضا» بأنه، «لا تجوز عليه الرحمة، ولا تقبل له الشفاعة، ولا يصلى على جثمانه، لأنه من مذهب مغاير»، والذي يعرف «أبو عدنان» يعرف وطنيته ولا تعني له تلك المسائل الضيقة شيئاً، ووعيه وحسه ومعارفه هي الهادية له في طرقات هذه الحياة، غير أن ذلك المتشيخ على البلاط أبى أن يترك مساحة الحزن دون أن يدلو بدلو خبثه وجهله، والذي يمكن أن تشغله أمور تلك «القربة» المشهورة في الفتاوى والتي شغلت جهلاء الأمة سنوات طوالاً، والمغول على الأبواب، والخلافة العباسية يتلاعب بها الغلمان والغانيات، تلك «القربة» التي يمكن أن تفسد الوضوء، كانت سبباً في سقوط بغداد، وذهاب معارف مكتباتها العامرة، وكانت سبباً في زمن الانحطاط الذي عاشته عواصم الإسلام، وتسلط الدراويش على مقدرات الأمة التي باتت تضحك عليها من جهلها الأمم.
وجود بشر من هؤلاء يعدون على الإنسانية في وقتها الراهن والمتراكض نحو التحضر والتمدن والرقي، عاراً وشناراً، وجود مثل هؤلاء في زمن تحدي الوقت والمسافات، وصمة عار على الحضارة الإنسانية في عز تجلياتها وآفاقها الرحبة، لأن وراءهم يقف طابور طويل من الجهلاء والمتخلفين وضيقي الصدور والعقول، ويمكن أن يفسدوا حياتنا الملونة بذر الرماد، وإلقاء الوحل في الطريق، وإحراق عشب الحدائق، ولنا في اليهود سنة غير حسنة، لكن أوردها لأهميتها وضرورتها، وماذا يجب أن نتعلم منهم، حين كثر المبغضون والكارهون والمتعصبون لليهود، وحين بلغ التنكيل بهم، والشتات بينهم، وتكالبت عليهم بعض الأمم، استنصروا لأنفسهم، وجاهدوا ليصدروا قراراً في وجه كل من يعادي السامية، أصبح الْيَوْمَ كمقصلة على رؤوس من يفكر، لا من يفعل ضدهم أي شيء، ولي صديق يهودي يتبرع بجزء من ثروته ومنذ سنوات طوال لمدارس لتعليم الأطفال الأيتام في الهند، وجلهم من المسلمين، ويصرف على طبابتهم، ويقدم ما يكفي أهلهم لكي لا يضطروا لإجبار أولادهم على ترك التعليم أو العمل كعمال السخرة أو بيعهم أو الاتجار بهم.

في الحياة أمور أكبر، وأشياء أنبل وأجمل من أن يقودنا جاهل نحو متاهة شره، وضغائن حقده، وشرور نفسه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وَيْل للمصلين وَيْل للمصلين



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:59 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"حقيبة الأبط" تتربع على عرش موضة خريف وشتاء 2018

GMT 01:19 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رشاد ومي حلمي يتفقان على إتمام حفل الزفاف

GMT 20:07 2015 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

شركة "سامسونغ" تطلق غالاكسي في بلس" في ماليزيا

GMT 15:47 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Xolo تطلق هاتفها الذكي متوسط المواصفات Opus 3

GMT 18:19 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

ترجمة لکتاب صید الخروف البري لهاروکي موراکامي

GMT 10:07 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

استبعاد ياسمين صبري من مسلسل ظافر العابدين

GMT 12:50 2013 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

إعادة طبع رواية "التراس" في حلة جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates