بقلم -ناصر الظاهري
شكوى الحال لما وصل إليه المآل، هذا هو حال العاطلين عن العمل أو لنطلق عليهم من الآن الباحثين عن العمل؛ لأنها ألطف إنسانياً، وثمة أمل فيها، ودعوة تفاؤل بأن فرصة العمل في سوق العمل ستدق بابهم يوماً ما، واخترت اليوم نموذجاً جليّاً لمعاناة فتاة بين تخصصها، وبين الجهات المتملصة من توظيفها، وحتى تدريبها وتأهيلها لسوق العمل، فالخبرة على المواطنين مطلوبة وأساسية في القبول، تقول هذه الخريجة: «أنا حاصلة على شهادة بكالوريوس صحة عامة وتغذية من جامعة زايد عام 2015 وعمري الآن 40 سنة، وسبب تأخري حتى هذا العمر ظروف اجتماعية تتعلق بوضع العائلة، ورعاية أهلي المسنين، وحالياً أكمل ماجستير صحة عامة في جامعة حمدان
امتدت مشكلة حصولي على وظائف وُعدت بها سنوات، بين عبء الاستمارة إلكترونياً، وقدمي أوراقاً أصلية، وتوكلي ونحن نتصل بك، ومقابلة شخصية مع «أطباء» وعملت، والوعد أن تتصل بي المستشفيات التي حملت لها رسالة بالتوصية من هيئة الصحة، لكن مرت عشرة أشهر، ولَم يتصل أحد، وحين أحاول التواصل معهم، هناك ألف عذر وعذر عندهم، منها، رغم أن نتيجة المقابلة كانت ناجحة، إلا أن أحد موظفي الموارد البشرية التابعة للمستشفى ظهر لي برأي مخالف، وهو أن طلبي للمقابلة، وتحديده مع أطباء كان خطأ إدارياً؛ لأنك لم تحصلي على «رخصة»، ونحن كمستشفيات عندنا مشكلة مع خريجات جامعة زايد في هذا التخصص، لأن برنامجها ضعيف، ولا يؤهل لوظيفة في مجال اختصاصية تغذية، لكن نصيحة لك، عليك بالتدريب في أحد المستشفيات، صدقت ما قيل لي، وراجعت أربعة مستشفيات، وكلها كان جوابها، ليس لدينا قسم للتدريب في هذا المجال.
فما كان في وجهي حل إلا التواصل والتسجيل مع خدمة «أبشر»، للحاجة، ولظروف العمر، لكن في النهاية لا تدريب ولا وظيفة، ولا «أبشر»، وبعد أن أنجزت «الفاينل» بنجاح، رجعت أراجع الدوائر المختصة، ومتابعة ملفي الوظيفي، وما زلت أتلقى الوعود بالاتصال، ومحاولة التواصل إلكترونياً مع الموقع؛ لأنه أفضل من الاتصال الهاتفي، والمراجعة الشخصية؛ لكي لا أعطل الموظفين عن عملهم، لكن مرت سنة دون جدوى ترتجى، ولا وعداً أنجز.
الآن.. بعد سنتين ويزيد من التخرج والبحث عن وظيفة تليق بتخصصي، أحتاج لتدريب لمدة أربعة أشهر، صحة لا تريد توظيفي، والهيئة لا تريد إعطائي «الرخصة» إلا بعد أن توافق الصحة على توظيفي، وأنا بينهما، لا أعرف ما العمل بعدما قطعت بي السبل، وأمر غريب في المقابلات، لا يسألونك عن معارفك، والتعرف إلى شخصيتك، كنت أول سؤال أواجهه دائماً، لماذا تأخرت في الدراسة لهذا العمر؟ لو كنت أصغر سناً لكانت هناك فرص أكثر للوظيفة، والجملة التي أحبطتني، وجعلتني أفضل الانطواء، ولا مراجعات بلا فائدة، قول أحدهم: «أنت بتتوظفين من هنا.. وبتتقاعدين من هنا»!
نقلا عن الاتحاد
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع