مقام سيدنا بلال ـ 2 ـ

مقام سيدنا بلال ـ 2 ـ

مقام سيدنا بلال ـ 2 ـ

 صوت الإمارات -

مقام سيدنا بلال ـ 2 ـ

بقلم : ناصر الظاهري

كان في «الجاهلية»، ذلك الزمن الذي أجحف الكثير من المؤرخين حقه، والحط من قدره بغية إعلاء الزمن الذي أتى بعده، الخطباء كقس بن ساعدة الأيادي، وكان هناك الحنفاء مثل: ورقة بن نوفل، ابن عم خديجة بنت خويلد، وزيد بن عمرو بن نفيل، عم عمر بن الخطاب، والشاعر أمية بن أبي الصلت، والشاعر لبيد بن ربيعة العامري، وعبيدالله بن جحش بن رئاب وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبدالعزى واكثم بن صيفي حكيم العرب، والشاعر زهير بن أبي سلمى.

وكانت مكة والمدينة أرض غناء وموسيقى، وأسواق أدبية وفنية، يعيش فيها أقوام من مختلف الأجناس واللغات، والجزيرة العربية زاخرة بديانات شتى: كاليهودية والنصرانية، وهناك الصابئة والمجوس والحنيفية، وعبادة الأوثان، وكان التبادل التجاري، والسلعي، ومرور القوافل، وهناك أماكن مقدسة، وحج كل عام، ففي الجزيرة ثلاث وعشرون كعبة، اشتهرت منها إحدى عشرة كعبة، وهناك رحلات الشتاء والصيف، فلا يمكن إلا أن تكون هناك كتابة، وحسابات وأرقام وعقود وعهود وديون ومواثيق، إذن لم يكن العصر الجاهلي عصر جهل ضد العلم، وإنما كان عصر جهل ضد الحلم!
في ذلك المجتمع ترعرع بلال، حيث ولد قبل ثلاثة أعوام من عام الفيل، أي سنة 43 قبل الهجرة، من أحباش شمال السودان، وقيل من سراة الحبشة، فقد كان أسيراً، ثم مملوكاً لأمية بن خلف الجُمحي الذي عذبه على إسلامه، وشارك في قتله في معركة بدر، عبارته «أحد.. أحد» اشتهرت في الآفاق، مثلما سيشتهر بلال نفسه في كل العالم، ربما لأنه كان أول مؤذن، فقد استطال عنقه، وذاع صيته، كما في الحديث: «المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة».

لم يتخلف بلال عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا في حل ولا ترحال، ولا غزو، وحين توفي، ترك المدينة، وفضل أن يكون مرابطاً في بلاد الشام، وامتنع عن الأذان، ولم يؤذن بعد وفاة الرسول الكريم إلا مرة واحدة، حينما زار قبره، ولم يستطع أن يكمل الأذان.

آخى الرسول الكريم بينه وبين «أبي رويحة» قبل الهجرة، وفي المدينة بينه وبين «أبي عبيدة بن الجراح»، تزوج بلال أخت «عبد الرحمن بن عوف»، «هالة بنت عوف»، ولم يعقب منها، لكن بعض الروايات تشير إلى أنه تزوج أكثر من امرأة وأنجب من بعضهن، مثل «هند الخولانية» وزوجه الرسول الكريم امرأة من بني الليث من قبيلة كنانة.

كان شديد السمرة، طويلاً، نحيفاً، كث الشعر، ذا صوت جهوري شجي، غنى في الجاهلية، وأذّن في الإسلام، له أخت اسمها «غُفيرة» وأخ اسمه «خالد»، توفي وعمره ثلاثة وستون عاماً بالطاعون، والذي عرف بطاعون عمواس، ودفن في مقبرة «باب الصغير» بدمشق.

نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقام سيدنا بلال ـ 2 ـ مقام سيدنا بلال ـ 2 ـ



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates