النجاة بالطُهر من الرجس

النجاة بالطُهر من الرجس

النجاة بالطُهر من الرجس

 صوت الإمارات -

النجاة بالطُهر من الرجس

بقلم : ناصر الظاهري

- تعجب من أناس كانوا قبل دقائق خاشعين في المسجد، وبعد خروجهم منه بالرجل الشمال، ودعاء الخروج، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك، يستحضرون سيرة شخص ويأتون بفحش القول، ومسبات الأهل، ثم يعرّجون نحو الحياة، وأنها أخت امرأة سيئة السمعة، معقول كانوا قبل دقائق ألسنتهم رطبة بذكر الله، والآن تتبرأ منهم ألسنتهم، وما اقترفت جوارحهم؟ حتى إن بعضاً من الجنسيات يتمادى، وأول ما يسب يسب الدين، وهو قبل قليل يتطهر من الرجس بالاقتراب من الدين وصلوات الشكر لرب الأديان.. مثل هؤلاء الناس حين يكون يومهم طويلاً ماذا يفعلون، وكم تقترف جوارحهم من ذنوب، اليوم أشد ما أمقت في الأمكنة العامة والشوارع أن يصدم الواحد بكلام جارح وسفيه ولعنات ومسبات تطال الأحياء قبل الأموات، وتمس سكان الأرض والسموات!

- هناك أشخاص مثل الجرذان قارضة، ومتطوعة لأن تكون مخبرة، ولو من دون أجر، لا يستطيعون أن يتطهروا من رجس النذالة والوساخة، ثَمّ انطفاء وانكفاء في الوجه، ولا يمكن أن يكون يوماً مسفراً، فرحاً، مستبشراً، فتلك أمور من حسنات الدنيا، وثواب فعل الخير، أول ما تراهم العين يشعرونك أن ثيابهم رطبة، ولَم تجف بشمس كافية، وأن وبرها بدأ في البروز، ورائحة أكل بارد عالقة في منازلهم، وأن السجاد الرخيص الذي يضعون تسكن تحته رطوبة دائمة، وإذا كانوا هكذا فمن أين تدخل النظافة لقلوبهم، وتترجمها ألسنتهم، لذا سيبقون مثل جرذان الجدران المتهالكة يتبعون ظلها الفاسد، ويتبعون ظل أناس شرفاء يغيظهم بياضهم النوراني، ونظافتهم اللامعة، فيتبرعون بتلويثهم مجاناً، معتقدين أن النجاسة قد تتساوى!

- ليس أجمل من صباح باريسي تنجو بنفسك فيه من كل أذى، ولا تنشد إلا الخير، وما قد يفرح الناس، ويدفعهم صوب الحياة، يأخذك ذاك الصباح نحو مقهى يحتل الرصيف، ويتقابل مع مكتبة قديمة، ما زال صاحبها يهرم وحده فيها، تنظر إليه فلا يوحي لك إلا أنه قرأ لنفسه، وقرأ عنك، وقرأ عن أناس كثيرين، مخزّناً المعرفة لمن يبتغيها، تظل تتأمل في المارين على ريث، وعلى عجل، تشرب قهوتك التي تتمناها أن لا تبرد ولا تنفد، تصطاد عطور النساء المسرعات، وشذا الصابون والماء الفاتر في الصباح، كطقس ما قبل الخروج، تشعر نهارها أن المدينة كلها لك، وأن خبراً جميلاً يتخبأ لك وعنك عند زوايا المنعطفات، ومرات تحت ظلال أوراق الخريف المشاغبة.. حلو أن يبدأ نهارك بالنجاة من الرجس!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
 نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النجاة بالطُهر من الرجس النجاة بالطُهر من الرجس



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates