تذكرة وحقيبة سفر 3

تذكرة.. وحقيبة سفر "3"

تذكرة.. وحقيبة سفر "3"

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 3

بقلم : ناصر الظاهري

مثل مسافر حالم.. كأن بينه وبين القدس شبراً.. تقصد مسجد عمر بن الخطاب، تصلي ركعتين، تحية للمسجد ولصاحبه الذي حاذى النبي، وصلى عليه، وتابع رسالته إلى الأمم، وكتب العهدة العمرية لأهل المقدس، وكان يخاف إن أخطأ أن لا يقوّمه أحد بسيفه، وكان يصرف من بيت مال المسلمين دراهم لعجوز يهودي من أهل الذمة في المدينة المنورة، وكان يرهق نفسه هماً وحزناً وكمداً إن تعثرت شاة في العراق.

تمشي على قد رمية عصا الخليفة الفاروق، فتصل كنيسة القيامة، الغاشية بالناس، تشعر بطمأنينة ودفء كلمات ابن الناصرة الساكنة تلك الجدران الحجرية الباردة.
تجول في الأزقة، وتتوقف عند بعض الحوانيت، إلى أن تصل إلى البوابة الخضراء من الحديد والخشب، يستوقفك مجند ملامحه حبشية، ولا يبدو مقتنعاً كثيراً، ولا مكترثاً بالدين، يمكن أن تسيّره دولارات كثر، أو شيكلات جديدة، أرض الميعاد عنده، قد تكون أي ولاية أمريكية، كفرحه المنسي في غابات لا يتوقف عنها المطر، لا يذكره بها إلا قرع طبول الغاب التي تسري في

دمه، وأنسته إياها الرحلات المفاجئة، لديار كانت مفاجئة، مجند إشكنازي يبدو أكثر مرتبة، وأقل رتبة عسكرية، يتحقق من أنك مسلم، ولا تحمل أسلحة، يمر فلسطيني عجوز يبدو أنه ملّ من التدريس، ويصرخ في وجه الجندي الذي يبدو أنه يعرفه: «خليهم.. يدخلوا يصلوا» فيرد المجند الفلاشي: «يا أبو محمود.. مش شغلك»، يتحدث المجند الآخر مع أشخاص وهميين من خلال الـ«ويلس» بالعبري يعطينا أوراقنا، ويقول: «تفضلوا..».

تدفع «ظرفة» الباب الخضراء، محتسباً وهجاً من نور يغمرك، أو ريحاً من الجنة يحضنك، تنسى كل الذي خلفك، وتدخل بسم الله، وبرجلك اليمين، وتصلي على النبي، أحمد العربي، وآل إبراهيم، وعيسى، وموسى، ومن تذكر من أنبياء، وأولياء، ورجال صالحين، وفاتحين، وبالخير قانطين، وراكعين ساجدين، عابدين، بالنهار عاملين، وبالليل ناسكين.

لا تتخطى مسجد قبة الصخرة، وتلزمك ركعتان واجبتان، تتأمله، وتشدك القبة الذهبية، والزليج الأزرق والفيروزي، متذكراً حلماً طفولياً كان يزورك بين الحين والليل، شيء من السماء الزرقاء، وتجلي عرش، ورهبة مقام النور الغاشي، كأنه اللجين، تجدد وضوءك، وتنزل درجات عشر، وتمشي خطوات عشر، تتخطى الصحن مهرعاً، مهرولاً صوب ثالث الحرمين، وأولى القبلتين، ويطول بك الركوع، ولا تمل السجود، معفراً خدك بتربته، ماسحاً جبهتك بأرضه، متمنياً لو أن الوقت دهر لا يمر.. وأن تلك السجدة في ظهيرة تلك الجمعة، كانت آخر عهدك قبل أن تعرج إلى مسار قطب كبير ووحيد، حيث الرؤيا القديمة بنور غاش، كأنه اللجين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 3 تذكرة وحقيبة سفر 3



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014

GMT 10:20 2016 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

داغستان تحظر 40 موقعًا متشددًا من على "الإنترنت"

GMT 08:37 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طرح "Hands of Stone" في دور العرض المصرية الخميس

GMT 17:55 2012 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الطيور تستعين بأعقاب السجائر لطرد الآفات )

GMT 04:13 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سك العملة" تشارك بجناح في معرض القاهرة للكتاب

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates