بقلم : ناصر الظاهري
قبل البدء كانت الفكرة: نقول: «يسأل عن الحُوّة وعروقها»، لا أتذكر هذا المثل القديم، إلا وأتذكر إنجليزياً محمرّاً من وهج الشمس، يتبع بدوياً متلثماً بغترته، وهو ببنطاله «الخاكي»، وقبعته التي تشبه قبعة الصيادين الأوروبيين الهواة في أول زيارة لهم لغابات أفريقيا، حاملاً دفتراً صغيراً يدوّن فيه كل كبيرة وصغيرة، وهو يستقصي البدوي عن كل «نكود رمل»، وكل «خنخوش يرذي»، وكل عود مرّخ يابس، ماذا يسمى؟ معتقداً أن البدوي ملمّاً بكل هذه التفاصيل، وله من «البارض» الكثير، لكن حين يتصوع البدوي لفنجان قهوة أو يعنّ عليه المقيل تحت ظل سمرة، والإنجليزي في أسئلته المستمرة، يخرج البدوي التعب من «خرجه» أسماء لا يقصد منها إلا الفكاك من الإنجليزي وخرائطه، ويهلّ عليه من رأسه أسماء مضحكة، لا يفهم الإنجليزي معناها، ولكنه يسجلّها للأمانة الأدبية، لذا هناك أسماء عندنا، علينا أن نغربلها، ونغيرها، لأننا نعرف معناها أكثر من الإنجليزي، وهي لا تسر!
خبروا الزمان فقالوا: - «عيوب الجسم يسترها متر قماش، وعيوب الفكر يكشفها أول نقاش».
- «أعلم الناس أكثرهم دراية بجهله، وأجهل الناس أكثرهم تباهياً بعلمه».
- «يتضاعف عدد الحمقى، حين يصمت الحكماء».
- «الغباء هو المرض الوحيد الذي لا يتعب المريض، بل يتعب من حوله».
معلومة غائبة: اللاهوت، هو كل ما يختص بالله، الألوهية، وعلم اللآهوت، علم الربوبية، والناسوت هو كل ما يختص بالإنسان، والطبيعة البشرية، والمحبة عند المسيحيين أصلها لاتيني «أغابي»، وهي محبة الله، و«فيليا»، هي محبة الصداقة والأخوة، و«إيروس»، المحبة الجنسية.
من بحر العربية: كلُّ ما يلي الجسَدَ من الثيابِ فهو شِعارٌ، وكلّ ماَ يلي الشّعَار فهو دِثَار، والبيجامه الفارسية، عرفها العرب بلباس الفضول، وكلُّ ما يُلْعَقُ مِن دَوَاء أو عَسل أو غيرِهما فهو لَعُوقٌ، وكلُّ دواء يُؤخذُ غيرَ معجون فهو سَفُوف، وكلُّ ريحٍ تَهُبُّ بينَ رِيحَينِ فهي نَكْباءُ، وكلُّ ريح لا تُحرِّكُ شَجَراً، ولا تُعَفِّي أثَراً، فهي نَسيم، وكلُ عظْم مستدَير أجْوَفَ فهو قَصَب، وكلّ عظْم عريض فهو لَوْح، وكلُّ ما ارتَفَعَ منَ الأرض فهو نَجْد، وكلُّ كَلِمَة قَبِيحَة فهي عَوْرَاءُ، وكلُّ فَعْلَة قبيحة فَهي سَوْآءُ.
من حديث أهل الدار: الدْورَه، العذر والحجة للتنصل من شخص، نقول: ابن العم ما يلقى الدوره من بنت عمه، البوق، السرقة، وفي المثل: «راعي البوق، ما يروح فوق»، دريج، وعويج من العوق، وحصلان، ومتوزي من الوزا، تعني مريض، وتوزم، أصبر، ونقول: «هذا يزاي» بمعنى هذا الذي أستحق، واليازية، من الأسماء الجازية، الغزالة الضامرة لصبرها عن الماء، ونقول عن السفينة الجالبة الخير من سفرها: «المحمل اليازي، ياب الغوازي».
محفوظات الصدور:
مويةٍ م اللّج مزرقّه طبّعتني والهوى شامي
آه يا من عاين الدّقّه في الخلا ورْجَابه حْيامي
جَنّها في النّير مندقّه قوّة الصّحّه من عظامي
وأبْجيت في المرموم حصلان دِريج واتحسّب لهْ البين
يينا المرقّب والوِزا هان شفنا السهالة والهناتين
قمت أدعي له بسحب ومْـــزان وسْمي المطر يسجيه حولين