الظاهرة الكروية الكرواتية

الظاهرة الكروية الكرواتية

الظاهرة الكروية الكرواتية

 صوت الإمارات -

الظاهرة الكروية الكرواتية

بقلم : ناصر الظاهري

هو حديث عن المنتخب الناري الذي أقنع الجميع في بطولة كأس العالم، واقتنع به الكل، وتعاطف معه الجمهور من مختلف البلدان، لأنه يستحق، وانتزع الاحترام انتزاعاً، منتخب فرض نفسه على البطولة، لذا كسب الاحترام، وتلقى الود والتعاطف من المنافسين والمتنافسين، هو حديث كان يجب أن يبدأ من هذا المنتخب الذي خلق الظاهرة الكروية الكرواتية، ظاهرة اللعبة، وظاهرة هذه المرأة «الحريرية» التي تقوده، اليوم لا أحد في العالم لا يعرف هذه الجمهورية الصغيرة، ولا يعرف منتخبها، ولا يعرف رئيسها التي تحمل تاء التأنيث كتاج على رأس من ذهب، ولها تقاطيع يسر بها الجميع، وتدخل القلب بتلك العفوية، وذاك التواضع الذي يسبقه جمال هو سفيرها للناس.

ولأن كرة القدم، وفِي محفل عالمي كهذا الذي يحدث كل أربع سنوات، هي وحدها من تصنع الأشياء بسرعة، وتصدرها للعالم في لمحة بصر، وهكذا فعلت مع المنتخب الكرواتي، ومع كرواتيا كبلد، ومع رئيستها غير العادية «كوليندا جرابار كيتاروفيتش» التي صنعت مجداً لبلدها، وها هي اليوم تصدر فعلها كرئيس محترم للبلدان الأخرى على سبيل من القدوة والمثل ومعنى شرف القسم، حتى أن اجتماع مجلس الوزراء بعد تأهل كرواتيا انعقد، والوزراء جميعهم يرتدون زي المنتخب احتفاء بالتأهل للنهائي، هذه أشياء بسيطة تحدث في البلدان، فتفرح الشعوب والنَّاس، لأنها مؤثرة في النفس، وفي تربية النشء.

نعود للساحة الكروية، وللساحرة، فمهما كانت نتيجة اللقاء الأخير، فالشرف لكرواتيا التي ذكرتني بالمنتخب الهولندي أيام ما فاجأ العالم، وقدم الكرة الشاملة والمختلفة، غير أن الحظ خذله في نهاية الطريق، لكنه كسب الاحترام، كما ستكسب الاحترام كرواتيا ورئيستها التي باعت الطائرة الرئاسية، وقطعت تذكرة سفر سياحية ذاهبة لروسيا، لتجلس في مدرجات المشجعين ببطاقة دخول عادية، مرتدية زي المنتخب الكرواتي كأي مشجعة، وكانت تفرح بصدق، وتعبر عن مشاعرها بعفوية وطفولية حتى حين أصر «ميدييف» رئيس الوزراء الروسي أن يجلسها في المقصورة، لم تتمالك نفسها ورقصت طربة لفوز منتخب بلدها الصغير على روسيا الكبيرة، بل لم تكتف بذلك، فدخلت تعانق اللاعبين في غرفة تبديل الملابس، فالعرق من أجل الوطن يستحق التقبيل، ويستحق الرقص له بزهو وفخر، وهي التي كانت المثل والقدوة لشعبها فمنذ توليها السلطة عام 2015، قامت بإيداع أموالها الخاصة في خزانة الدولة، وخفضت راتبها ثلاثين في المائة، ورفضت التسلف من البنك الدولي، حاربت الفساد، وقلصت من مخصصات المسؤولين، وألغت الضرائب عن ذوي الدخل المحدود، ورفضت خصخصة المؤسسات العامة الكبرى، وخطت بكرواتيا الخارجة من رماد الحرب إلى العالم بصورة ملونة وأجمل!

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الظاهرة الكروية الكرواتية الظاهرة الكروية الكرواتية



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates