بقلم : ناصر الظاهري
مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للترجمة للمواطن العربي وقارئ العربية خطوة في تأسيس الوعي، وتنمية القوى البشرية في الوطن العربي، وأحد إنجازات الإمارات حين تقدم على عمل قومي، ولا تنتظر شكراً على واجب، ولا تتفاخر كغيرها، رغم أنه عمل يوجب الفخر، ولا تلتفت إن تقاعس غيرها، ولا يفت من عضدها إن لم يحمد الآخرون، فقيادتنا الخيّرة والرشيدة تتبع الحكمة، وتنشد المعرفة لها وللشقيق والصديق، وليصمت الملعلعون بالخطابات الجوفاء، حيث لا فعل على أرضية الواقع، وليلتهِ من يشاء في الحروب الناقصة وخراب الأوطان والفساد والعبث بمقدرات الشعوب على النزوات الشخصانية، ومركبات النقص في النفس البشرية التي تتبع هواها، وتبث شرورها.
لو أن كل دولة عربية خرجت من فسادها السياسي، والنهب الاقتصادي، وخصصت لبرامج التنمية البشرية لكنا بخير، وفِي تسامح، وكرامة للمواطن في بلاده، ولَم يعشش التطرّف الديني، والمتاجرة بالإسلام، والخراب الذي أهلك البلاد، وهجّر العباد، ومكّن الجهل والجهلاء من مصير هذه الأمة العربية المبتلاة بأعدائها وأبنائها. وفي ظل معطيات متدنية، وإحصائيات مخيبة للآمال، ومؤشرات لدراسات تضع عالمنا العربي في المراتب المتأخرة، حيث نسبة الأمية العالية، وفقر في العلماء والمبتكرين، وتدني مخرجات التعليم، تأتي هذه اللفتة الكريمة، البعيدة النظر،
كرؤية صاحبها دائماً حين يختص الأمر بالإنسان العربي ونهضته، وانبعاثه من جديد ليقود ركب حضارته الإنسانية الراقية، مشروع التعليم الإلكتروني العربي جزء من حزمة مشاريع أطلقتها مؤسسة مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد العالمية، حيث سخرت 590 مليون درهم العام المنصرم لدعم التعليم ومحاربة الجهل ونشر المعرفة، وإغناء العربية وإذكاء شعلتها لتبقى بوهجها ودورها الحضاري، مواكبة تقانة العصر، ووسائله في التواصل والاتصال الرقمي، تمثلت في تحدي القراءة العربي، ومكتبة محمد بن راشد، وجائزة محمد بن راشد للمعرفة، وجائزة محمد بن راشد للغة العربية، ودبي العطاء، وغيرها.
هذه المبادرات استفاد منها ما يقرب من تسعة ملايين ونصف المليون إنسان، ويأتي تحدي الترجمة ليكمل العقد الفريد، بترجمة ما يخص العلوم المختلفة والرياضيات لكافة المراحل التعليمية من التأسيس حتى الجامعة، وذلك من خلال إنجاز فني وتقني وترجمة للعربية خمسة الآف شريط تعليمي، بواقع خمسين ألف دقيقة، وتحميلها على منصة تتيح الفائدة والمعرفة لملايين من الطلبة العرب، وقارئ العربية، ضمن ما يعرف بالتعليم الإلكتروني العربي.
بوركت الأوطان حين تكون شعاعاً، كالإمارات، وبورك القادة حين يكونون مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ومبادراته العالمية والحضارية.