لا تمايز ولا رهبانية

لا تمايز.. ولا رهبانية

لا تمايز.. ولا رهبانية

 صوت الإمارات -

لا تمايز ولا رهبانية

بقلم : ناصر الظاهري

ميزة المسلم الحقيقي البساطة والتواضع والسماحة والبشاشة والإيثار، وأن الأرض جعلت له طهوراً، وأن صلاته جائزة في كل مكان، يعيش على الفطرة وبالفطرة، ولا يتمايز عن الآخرين في الملبس والمأكل والمشرب، لا يزاحم الآخرين، ولو على صف متقدم في المسجد، ويأكل من قصعته الذي يليه، ولا يغزر في لقمة غيره، جاء الإسلام وشذب بعضاً من العادات والتقاليد الاجتماعية، وقوّم غيرها، وأكد قيمة بعضها الآخر، لأنها خلقت مع الإنسان، وابتكرتها طريقة تفكيره، وتطور حاجاته، فالمسلم ليس بشتّام لعّان، والخير لو أنه يلقى أخاه بوجه بشوش، ويؤثر على نفسه، ولو كان به خصاصة، سمح إن باع أو اشترى، ولو أجر ولو أزاح أذى الطريق، مثلما له أجر في بضع أحدكم، كأن يأتي أهل بيته، ولا يصعّر خده للناس، ولا يمشي في الأرض مرحاً، وإذا خاطبه الجاهلون، قال: سلاماً، وليس في الإسلام رجال دين!

إذاً من أين أتى للمسلمين هذا التمايز في الملبس؟ وهذه الخصوصية في الهيئة والشكل، بعضهم شعث، غبر، وهم أقرب بشعرهم للإنسان الأول، ساكن الحجر والكهوف، بأسماله البالية، والمقصرة لما فوق الجوزة، وعمائم أفغانية، لا هي من تيجان العرب، ولا مما لبس المسلمون الأوائل في جزيرتهم، فلباسهم لا هو اللباس والزي العربي القديم، فنعرفه أو قد عرف عن السلف الصالح في عز فقره وهجرته وضيق الدنيا عليه، ولا هو من موروثات الحضارة الإسلامية على مر تاريخها بعدما فتحت على المسلمين الدنيا، هذا عدا عن أن اللباس حاجة وضرورة يتطلبها المناخ، والموقع الجغرافي، وعادات الشعوب منذ الأزل البعيد، فما يصلح للأندونيسي المسلم في ذلك المناخ القاري، بالتأكيد لا يصلح للمسلم ساكن الدول الإسكندنافية الشديدة البرودة، ولباس المسلم ساكن الجبال، من الضرورة أن يختلف عن لباس المسلم الذي يصطاد رزقه من البحر، إذا من يريد أن يصبغ الإسلام بصبغة تجعله مميزاً عن طبيعة وفطرة وبساطة الناس؟ من يريد له التمايز، لينظر له الآخرون على أنه ليس لهم، ولا من أجلهم؟
أفغنة الإسلام، وأفغنة المسلم، جاءتنا حديثاً في بداية الثمانينيات، لتشكل للمسلم العادي هاجساً، تحول مع الوقت إلى هاجس وإثم «ديني» مقلق، ماذا ألبس ابنتي الصغيرة قبل أن تتم السبع؟ وهل «الشادور» هو اللباس الشرعي لزوجتي؟ مسألة الحجاب واللثام والأردية السوداء الثقال، الكفوف السوداء، والزرابيل السوداء، والرجل أي هيبة له بسروال «بيجاما»، وجلباب قصير، وعمامة هندية قصيرة؟

لقد امتهنا الإسلام.. مثلما صار الدين مهنة في وقتنا الأغبر!


المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تمايز ولا رهبانية لا تمايز ولا رهبانية



GMT 20:35 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -2-

GMT 21:33 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

«شايفة.. وعايفة» -1-

GMT 20:29 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

خميسيات

GMT 20:27 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

مواء القطة الرمادية

GMT 19:03 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

الموكب الملكي المهيب

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates