تذكرة وحقيبة سفر

تذكرة.. وحقيبة سفر

تذكرة.. وحقيبة سفر

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر

بقلم : ناصر الظاهري

هي رحلة في سيرة القدم الحافية في نهار التعب والمسافات، تلك القدم التي تهوى الجديد والمختلف والمتألق دائماً، وكأن ثمة فقراً تاريخياً في الحفاء، والقدم العارية، وحان لها أن تتبختر.

كنت مرة أتجول في مدينة ميلانو، وتوقفت عند عشقي لواجهات المحلات الزجاجية كعادة صبيانية استمرت حتى العمر الكبير، والداخل إلى محلات بيع الأحذية الجلدية في إيطاليا، كالداخل إلى صالون لتصفيف الشعر يبرق بالنظافة والبرودة، وفي هذه المدينة التي لا يحبها إلا المتأنقون تسمرت عند حذاء لأنه من المقتنيات التي أبحث عنها عادة في المدن الكثيرة، توقفت وكأنني أرى نفس الحذاء في أواخر الستينيات ليلة ماقبل العيد، كان مصنوعاً من المخمل الأسود وليس به رباط كأي حذاء إنجليزي مقاوم، ويمتد به العمر سنين طويلة حتى تعافه النفس، كان حذاءً أنيقاً من الأحذية التي تفرط فيها الرجل بخلسة وسهولة متناهية، كان فريداً وهذا التفرد ظللت أتبعه في كل مشترياتي الشخصية، فلكم أكره أن أشتري ربطة عنق من محلّ إنجليزي يشبه الجمعيات أو قميصاً لا يكون إيطالياً أو فيه تلك اللمسة الفرنسية الأنثوية، كان أول حذاء أراه مخملياً وفيه سحاب من الأمام على طول القدم، وكادت عيناي تدمعان إن لم يشتره لي أبي تلك اللحظة، واليوم أراه على تلك المنضدة الإيطالية يجلس باحترام لا كما كان معروضاً في سوق يوم ثالث وثاني العيد في العين، ويباع بدينارين بحرينيين إلا ربعا، ظلَ ذاك الحذاء الأنيق عالقاً في ذهن الصبي، حتى أيقظته ذاكرة مدينة ميلانو.

ثاني الأحذية كان رصاصياً داكناً ومنقطاً بالأسود مع رباط قطني جلبته سارة بنت كرم ربما من شيراز أو من أسفارها العديدة، وأعطتني إياه مثل أبناء أخيها درويش، ودخلت به مدرسة النهيانية القديمة، وظللت أناظره كلّ حين وأنتقي له الأمكنة غير الموحلة، تلك العادة التي ستنتقل معي في تجوالي في المدن الكثيرة والتي أبدو فيها كراقص باليه تقاعد مبكراً لسمنته واشتهائه أكل المطاعم التي تبقى تستقبل الزبائن لوقت متأخر من الليل.

ثالث تلك الأحذية كان حذاءً عسكرياً سألبسه في نهاية الصفوف الابتدائية في المدرسة العسكرية، كان يسمى «صندل» وكان مصنوعاً على الطريقة الإنجليزية في مستعمراتهم في الهند وباكستان، حذاء جلدي أسود صارم مفتوح في الجوانب، ومغلق من الأمام والخلف، ويبدو أنه مصنوع من جلد بقري غير مدبوغ ليعيش أطول مدة ممكنة، وعليك أن تلمعه كل يوم بتلك الطريقة العسكرية الشاقة، بواسطة الفرشاة والمعجون الملمع ذي الرائحة المنبهة والقماش القطني حتى يصبح كالمرآة، تشاهد فيها صورة وجهك منعكسة كما كان يقول لنا المدرب العسكري حينما يحرص أن يكون يوم التفتيش أو «انسبكشن» كما يلفظها يوم الخميس، وكل شيء مرتب ومنظم ويلمع، وإلا سنحرم من إجازة نتمناها أن تكون في العين، كانت ثلاثة أحذية لقدم واحدة، غيرها أنك كبرت عليها، وبليت الأحذية، وبقيت شهقة فرح الامتلاك الطفولي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر تذكرة وحقيبة سفر



GMT 19:41 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أزمات إقليمية جديدة

GMT 19:23 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قيصر روسيا... غمزات من فالداي

GMT 19:19 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المفهوم الايراني للانتخابات... والعراق ولبنان

GMT 19:14 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة مناخية ملهمة للعالم

GMT 23:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates