تذكرة وحقيبة سفر2

تذكرة.. وحقيبة سفر2- -

تذكرة.. وحقيبة سفر2- -

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر2

بقلم : ناصر الظاهري

لذة السفر أنه يخرجك من تفاصيل يومك المعتاد، والتي تكبل يديك، وتثقل قدميك، بأشياء تعرفها، وأخرى لا تدري عنها، ويظل ذاك الرأس يسابق الوقت ليحل كل المواعيد، ويلبي كل الطلبات، لذا تشعر في السفر أنك خفيف، ولا تدري كم من الأثقال تخلصت منها، وأن أكثرها بلا داع، وبعضها يمكن الاستغناء عنه بسهولة، والبعض الآخر لو أجلته ليوم آخر، فلن تفتح عكا، ولن يخرب سورها، والبعض منا يزيد على ذلك أنه يتدخل في أشياء ليست له، ويحل هذه، ويتخلص من تلك، ويرمي الباقي على الآخرين.

كانت رحلة الهند الملوكية على طريقة «المهراجات»، حيث تستقبلنا صفوف من النساء من اللاتي سبق لبعضهن العمل «كومبارس» في سينما «بوليود»، يطوقن أعناقنا بطوق من الزهور الصفراء والبرتقالية، ترحيباً بضيوف الهند، وتلك الصينية النحاسية التي فيها من الأعشاب والسكاكر الكثير، ويضعن على جباهنا تلك الحبة أو النقطة الحمراء التي تسمى بمسميات مختلفة، حسب اللون، والمكان الذي توضع فيه، والشكل الذي تتخذه، وأحياناً تدل على حالة اجتماعية، دون السؤال المتكرر عنها، مثل «بيندهي، بوتتو، تيلاكام وتيكا وسيندور وكوكوم، وآرنا»، وهي تقليد هندوسي قديم، يمنح التركيز، وتوليد الطاقة، ويجلب الحظ، ويطرد الشياطين، وهي عادة ما توضع في عقدة التقاء الحاجبين أو توضع كخط على الجبهة أو في منتصف الرأس عند النساء.
في مدينة «دلهي» الوقورة كأي عاصمة ناضلت كثيراً لكي تحظى بمثل ذلك الشرف، تبقى محافظة، ولا تعطيك من أسرارها إلا ما يعينك على المعرفة بقدر الحاجة، وربما الشيء الوحيد الذي تفخر به كأي عاصمة تلك المباني الحكومية والرسمية، وتباهي سفارات العالم فيها، غير أن «دلهي» يميزها شيء آخر، وجود «قطب منار»، وهي منارة تصل ثمانين متراً، شيد أساسها «قطب الدين أيبك» عام 1193م، ثم السلطان «ألتمش» شيد ثلاث طبقات منها، ثم السلطان «فيروز شاه» أكمل الطبقة الخامسة، ويضم المجمع حولها مسجد «قوة الإسلام» وهو أول مسجد بني في الهند، وضريح السلطان «ألتمش» من المماليك الأتراك.

من «دلهي» انطلق بنا قطار المبيت، والذي يضاهي القطارات التي عرفتها بعض الشعوب مثل «قطار الشرق السريع» الذي خلدته الروائية البريطانية «أغاثا كريستي» في أحد أعمالها، كذلك خلدته السينما، كان خط سيره الذي يمر بك القرى المتناثرة هنا وهناك، كانت الخدمة فيه تليق بسفراء جاؤوا في مهمة سلام وسينجزونها على أتم وجه.

جلنا في مدن عدة مثل «جيبور» وغيرها، لكننا لا نطرب من الهند إلا إذا وصلنا مربط خيلنا «بومبي» والتي نصرّ ألا نسميها بمسماها الجديد «مومبي»، وفيها تحول أولئك السائحون الذين تبدو على أكثرهم الجدية، والتعاطي مع الأمور بصرامة غير ضرورية إلى «فزّيعة مِلجه»، وما خلينا «لا خلقان ولا عود ودهن عود ولا قشرات الهند إلا طرّ وقايس، وإلا بالتولة والتولتين والعشر، يوم في دكان «هريس» و«أجمل» ويوم في محلات شارع «محمد علي رود»، تقول: «يايين نتقضى لزهبة عرس، وإلا بيصبح علينا باجر.. عندنا مكسار»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر2 تذكرة وحقيبة سفر2



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates