قبل البدء كانت الفكرة: كان شهراً مرّ كالريح الباردة على الروح، ساقها نحو تجلي المعرفة، وسكينة الإنسان، حيث يلتقي القلب بسماحته والعقل بحكمته، دافعاً النفس نحو الخير والبعد عن الأذى، وكانت صحبتكم ككل عام، كلها فرح وبشرى، فإن كان العيد اليوم، فعيدكم سعيد، وإن أتممنا رمضان فتقبل الله الصيام والقيام وجعلكم من عتقاء هذا الشهر الفضيل، أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات.
خبروا الزمان فقالوا:- «من لا يقدر على جمع الفضائل، فلتكن فضيلته الوحيدة ترك الرذائل»
- أقبل على النفس واستكمل فضائلها
فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما أستعبد الإنسان إحسان
- صديقك يبني لك قصراً، وعدوك يحفر لك قبراً».
- «تاج القيصر لا يحميه من وجع الرأس».
تبصرة لأولي الألباب: تتعدد أعياد الشعوب وتختلف باختلاف ثقافاتهم، ومن أغرب الأعياد عند الشعب البوليفي، عيد ضرب الجيران «ماتشو تنكو»، وهناك عيد في جزيرة «بالي» الإندونيسية يسمى عيد الصمت «نيابي»، وفي مدينة «بونول» الإسبانية هناك عيد يسمى عيد حرب الطماطم، وفي الهند هناك عيد الألوان «هولي»، أما أكثر الأعياد اشمئزازاً عيد أكل أطباق الحشرات في أميركا، وعيد الاقتراب من الموت في إسبانيا، حيث يحمل المحتفلون في توابيت، وتقام لهم جنازات.
تقاسيم بالفصحى والعامية: من طرائف النحاة واللغويين العرب، قال أعرابي مرّ بي رجل، وبعد السلام والتحية، وسؤال الحال، قال: أتأمرني بشيئاً؟ فقلت له: أمرك بتقوى الله وإسقاط الألف، وقال نحوي كدت أهلك حينما تفاصحت على بعض من الغوغاء والعامة، حينما مرت بي جنازة تشيع، فسرت فيها حتى بلغنا جانب السوق، فسألني بعضهم، من المتوفي «بالياء»؟ فقلت الله سبحانه وتعالى، فضربت حتى كدت أهلك، ومن جماليات العربية تلك الأضداد والمعاني العدة للكلمة الواحدة: مثلاً يقال، تأتي بمعنى القول والقيلولة والإقالة:
أقول لظبي مرّ وهو سائر
أأنت أخو ليلي فقال يُقَال
فقلت أفي وادي الأراكة والحمى
يقال بظل فيه قال يُقَال
فقلت يقال للمستجير بعفوكم
إذا ما جنى ذنباً قال يُقَال
من محفوظات الصدور:
عود بان إيميل في ثيابه
والنسيم يداعب أفروعه
خذ حِسن يوسف على حسابه
وأنفرد عن جملة أربوعه
لي مثل ذا كيف يسخى به
مالكني في أمره وطوعه
****
مرحباً ما هَبّ ذعذاع الجنوب
بارد النسناس لي صوبي حمل
قمت أسحّ الدمع من جفن سكوب
كل صعب غيركم عندي سهل
الذهب ما يغيره في الوقت دوب
عن مثال الصِفْر شكله ينعزل
والحرير اللي على الجسم اللبوب
هوب مثل الجز لي ما له سمل
لي وداده يضمحل إلا هدوب
ليس كالمبروم في نسج أو غزل
راحتي فيكم وتعذيبي عذوب
لا ولا عنكم يعوضني بدل
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد