عيدنا أيام زمان «2»

عيدنا.. أيام زمان «2»

عيدنا.. أيام زمان «2»

 صوت الإمارات -

عيدنا أيام زمان «2»

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

في عيدنا أيام زمان كان يمكن أن تطرق أبواب مدينة العين باباً.. باباً، فالناس أهليّة ومتداخلون، والكل يعرف الكل، كانت المدينة في عيدها تتزين بالبياض، والسكيك والحارات تنبض بالحياة، ودبيب الناس، والصغار هم بهجة العيد، البنات يتفيأن ظلال جدران البيوت ليمارسن ألعابهن البسيطة، مثل لعبة «الصَقّلة أو اللقفة أو صاقف لاقف»، ولعبة «خوصة بوصة» أو يصنعن عرائس وملابس من بقايا أقمشة، كانت تسمى «الحيا» أو يتقافزن وراء تلك الحجرة الصغيرة وبين الخطوط المرسومة على الأرض في لعبة «الكحّيف» أو يعتلين «الدرّفانة أو المريحانة» المعلقة في جذع شجرة أو منصوبة في ركن قصي من بيوت الطين، ويتمرجحن وهن ينشدن أناشيدهن العفوية التي انتقلت من صدور الجدات والأمهات إلى صدورهن، مثل «صفصوف الله لا حَلّك تأكل زرع الأيتام» أو «يا أمّي وَعّينِي غبشه، بسير ألقط خلاله، خلالة المسلي، بطَرّشها شمال، بِتّيني حقّة صفراء، مَلّيوصة بزعفران، الزعفران الشامي، على الخدود ألوان»، في حين يبعد الصبيان في ألعابهم عن جدران البيوت، حيث تكون الساحات مرتعاً لهم، بعضهم يمتطي جريد النخل كفرس متخيلة، وفي يده سيف مصنوع من سعف النخل، وهو يصيح: «خيّال الخيل، ما يبات الليل» أو يدربح «طواقاً» من الحديد أو يجر عربة مصنوعة من «كلن آيل» مفرّغ أو يجر كربة نخل، وعليها شداد من الليف، كمن يقود مطية، كانوا في غيهم ذاك يلعبون كرة «المسطاع» أو «عِظّيم لوّاح» أو «كرابي» أو «أبو الدِسّيَس» وغيرها من لعبات يختص بها الأولاد دون البنات مثل «الكورة أو التَبّة أو القَبّة».
غاية العيد الجميلة، تلك الزيارات التي كنا نتبع فيها الأهل، وهم يسلمون على بيوت العين بيتاً.. بيتاً، واستبشار العجائز بالصغار، وإعطاؤنا مما كن يصررن في طرف «وقايتهن أو شيلهن» من عملة معدنية أو شيء من الملبس أو «برميت أبوظبي»، وهن يودعننا «متحفيّات»، وداعيات لنا أن نبلغ مبلغ الرجال في حياتهن، وأن لا تنقطع من عادة.

 اليوم الكثير منا، نحن الذين كبرنا في غفلة من عمرنا، ونكاد أن نضيع عد السنين، حين يأتي العيد، نتذكر عجائز العين، ونكاد نعرف بيوتهن، ولون أبوابهن، وتلك الرائحة «الخنينة» التي ما زالت عالقة في الأنف، كشيء من رائحة الأولين الطيبين، ولا نملك غير تلك الدمعة الباردة التي ما أن نتذكر أيامهن، إلا وتخرّ عارفة طريقها.
كان العيد في تلك الأيام الخوالي فرحة مهداة، تزيد من المحبة، وتقرّب المودة، وتجعل من أيامه بركة متنقلة، حيث الإفطار والعشاء الجماعي لمدة ثلاثة أيام مع الجيران، كل يأتي بما تصنع أيادي النساء في تلك الوليمة الجماعية، حيث لا يقيم الأهالي خلال أيام العيد الثلاثة طعام الغداء كعادة اجتماعية، ربما لأنهم ومن خلال تزاورهم يتطاعمون من «فوالة» البيوت، وهذا يغني عن وجبة الغداء.. وغداً نكمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيدنا أيام زمان «2» عيدنا أيام زمان «2»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون

GMT 17:22 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فتيات عراقيات يتحدين الأعراف في مدينة الصدر برفع الأثقال

GMT 09:17 2021 الجمعة ,21 أيار / مايو

4.1 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates