ناصر الظاهري
* شرفت أولاً باستضافتي من لدن «الملتقى» في جلسته الاستهلالية لندواته خلال معرض أبوظبي للكتاب، هذا «الملتقى» الذي يعد عنواناً ثابتاً في المعرض، بجهود شخصية وتطوعية، لا تهدف إلا المعرفة، وأهلها، يشع وهجاً، ودفئاً مختلفاً، ويزين ردهات المعرض كل عام بكل جديد، وجميل، ومميز، وشرفت ثانية بمجاورة، ومحاورة الأستاذ «جهاد الخازن» في تلك الجلسة التي حملت «هموم العمود الصحفي اليومي»، بين لذة الفرح، وتعب المكابدة، فتذكرت عام 1995، حينما أتاح لي سمو الشيخ عبد الله بن زايد فرصة التدرب لدى أربع صحف عربية رائدة، ومختلفة، «النهار» و«السفير» في بيروت، حيث لقاء جبران، وغسان تويني، وطلال سلمان، وصحيفة الشرق الأوسط والحياة في لندن، حيث لقاء عثمان العمير، وعبد الرحمن الراشد، وفي الحياة عرفت جهاد الخازن، ومكتبه، وطقوس كتابة عموده اليومي، انثالت تلك الفترة كسحابة صيف ماطرة، والتي كنت أعدها قصيرة، ولكنها في حساب النظر للوراء عشرين سنة!
* لا أدري لما بعض الصحفيين، والمحررين الثقافيين، ما زالوا يعملون بروح المؤامرة القديمة، والنظرة الإعلامية الماكرة؟ والتي تعد اليوم ساذجة بالنسبة للأجيال الجديدة، فما أن عرف «بعضهم» نبأ فوز الكاتب التونسي «المبخوت» عن روايته «الطلياني» حتى «أبرق» أن الرقابة في الإمارات تمنع رواية «الطلياني»، وتحجب من معرض أبوظبي، في حين «المبخوت» و«الطلياني» هما ضيوف الإمارات، ومعرض أبوظبي للكتاب، على الرأس، وعلى الرف!
* أتمنى على بعض دور النشر أن تتأنى قبل النشر، وتراعي البيئة وعللها، قبل الطبع الورقي، وتراعي القارئ وعقله فيما تنتجه من كتب، وإلا صعب علينا في الآخر حتى الغربلة، لأن الغث أوسع انتشاراً من السمين!
* معرض أبوظبي للكتاب، وفي عيده الخامس والعشرين، أكثر تميزاً، وتنظيماً، واتساعاً ورحابة، وأكثر حميمية، وألفة هذا العام، بعيداً عن التكلف «المعرفي» والترفع «الوظيفي»، وهما من أعداء الثقافة، وأول المنفرين لأتباعها، وليت المعرض يتخلص من مشكلة أزلية، لا ندري هل هي فيه أم في بعض الجهات المتعاونة معه؟ والله وصلت تذكرة السفر، وحجز الفندق، وبقيت التأشيرة! أو أسمح لنا يا أستاذ، تأشيرتك ظهرت بعد أن أنفض سامر المعرض!
* حينما تنشئ مكتبتك الشخصية، يصعب عليك الانتقاء، وحينما تكتمل يصعب عليك الاختيار، الآن تدرون ما أصعب موقف أتعرض له في دور النشر، حينما يعرض البائع عليك كتباً ساذجة، أو حينما يسألك عن ماذا تبحث!