صحفيون ‬من ‬هواتفهم

صحفيون ‬من ‬هواتفهم

صحفيون ‬من ‬هواتفهم

 صوت الإمارات -

صحفيون ‬من ‬هواتفهم

ناصر الظاهري

ظهرت ‬مع ‬تواجد ‬وسائل ‬الاتصال ‬الاجتماعي، ‬أشكال ‬وأنواع ‬كثيرة ‬من ‬الأخبار ‬كل ‬حين ‬وساعة ‬ومكان، ‬ليس ‬لها ‬معيار ‬من ‬الصدق، ‬والتحقق، ‬والمسؤولية، ‬إنما ‬معيارها ‬الاعتماد ‬على ‬السرعة، ‬والسبق، ‬والقص ‬واللزق ‬والنقل، ‬والكذب ‬كثيراً، ‬مصدرها ‬قد ‬يكون ‬مجهولاً، ‬إذا ‬أريد ‬دس ‬السم ‬في ‬الدسم، ‬أو ‬معلوماً ‬إذا ‬ما ‬ابتغى ‬الشهرة ‬والذيوع، ‬دونما ‬أي ‬معرفة ‬منه ‬لأي ‬مسؤولية ‬قانونية ‬أو ‬اجتماعية، ‬ولأن ‬الجميع ‬في ‬وسائل ‬التواصل ‬الاجتماعي ‬اليوم، ‬وبميزات ‬الهواتف ‬الذكية، ‬أصبحوا ‬صحفيين، ‬ومراسلين، ‬ومرسلين، ‬ومتلقين، ‬يتفاعلون ‬مع ‬الخبر ‬لحظة ‬بلحظة، ‬ويمكن ‬أن ‬يزيدوا ‬من ‬سماكة ‬كرة ‬الثلج ‬في ‬أقل ‬من ‬ثوان، ‬فرأسمال ‬الصحفي ‬في ‬وسائل ‬التواصل ‬الاجتماعي ‬هاتف ‬ذكي، ‬وكاميرا، ‬ومسجل، ‬وهي ‬أصبحت ‬أموراً ‬صغيرة ‬في ‬ذلك ‬الجهاز ‬الصغير، ‬والمتتبع ‬للمسألة ‬يرى ‬الجميع ‬دون ‬أي ‬استثناء ‬يشاركون ‬في ‬هذا ‬«الجرم ‬الصحفي» ‬غير ‬المسؤول، ‬ولا ‬يريدون ‬أن ‬يتحققوا ‬من ‬أي ‬خبر، ‬معتبرينه ‬مسلمة، ‬وما ‬ظهر ‬على ‬شاشات ‬هواتفهم، ‬لو ‬لم ‬يكن ‬له ‬من ‬المصداقية ‬أقل ‬القليل، ‬ولعل ‬الأمثلة ‬كثيرة، ‬ولا ‬تحصى، ‬لكن ‬لنتوقف ‬عند ‬بعضها، ‬فخبر ‬استشهاد ‬ضابط ‬إماراتي ‬في ‬اليمن، ‬هو ‬من ‬الواجب ‬والشرف، ‬لكن ‬لا ‬نتمنى ‬لجنودنا ‬إلا ‬السلامة، ‬وأن ‬يؤدوا ‬مهامهم، ‬ويعودوا ‬سالمين، ‬نجد ‬«الصحفيين ‬الاجتماعيين» ‬غير ‬المسؤولين، ‬وليست ‬نياتهم ‬صادقة ‬على ‬الدوام ‬بين ‬يوم ‬وليلة ‬ينشرون ‬خبراً ‬قديماً ‬مشابهاً، ‬باعتباره ‬خبراً ‬جديداً، ‬وما ‬هي ‬إلا ‬لحظات ‬وينتشر ‬الخبر ‬انتشار ‬النار ‬في ‬الهشيم، ‬على ‬رأي ‬أساتذة ‬الإعلام ‬القدامى، ‬يستشهد ‬جندي ‬في ‬الميدان، ‬فيرفع ‬البعض ‬رتبته ‬إلى ‬ضابط، ‬يريد ‬مزيداً ‬من ‬التأثير، ‬وهناك ‬من ‬المغرضين ‬من ‬يستلف ‬صورة ‬جثة ‬متفحمة ‬من ‬أرشيف ‬الإنترنت، ‬ويضعها ‬بملامحها ‬الغائبة، ‬ويدعي ‬أنها ‬للفقيد، ‬أما ‬الذين ‬نياتهم ‬عاثرة، ‬وتريد ‬المس ‬بالإمارات، ‬فالخبر ‬يصبح:«‬مقتل ‬ضابط ‬إماراتي، ‬بدلاً ‬من ‬استشهاد ‬أو ‬سقوط ‬جنديين ‬قتلى.. ‬أو ‬قتل ‬جنود ‬إماراتيين»، ‬ومثال ‬آخر، ‬نجد ‬أحياناً ‬من ‬يلفق ‬خبراً ‬عن ‬تغيب ‬طفل ‬إماراتي ‬عن ‬بيت ‬ذويه ‬منذ ‬عشرين ‬يوماً، ‬ولا ‬يتوانى ‬أن ‬يسلب ‬صورة ‬لطفل ‬بريء ‬من ‬الشبكة ‬العنكبوتية، ‬ويضعها ‬مع ‬الخبر، ‬فيتفاعل ‬الجميع ‬مع ‬النبأ ‬غير ‬السار، ‬وتنتشر ‬خلية ‬الصحفيين ‬الاجتماعيين ‬عبر ‬هواتفهم ‬الذكية، ‬هذا ‬يسأل، ‬وآخر ‬يتحقق، ‬وآخر ‬يلتمس ‬التعاطف ‬مع ‬ذوي ‬الطفل، ‬وآخر ‬يوجه ‬نداء ‬استغاثة، ‬وفي ‬النهاية ‬يظهر ‬طفل ‬باكستاني ‬من ‬بيشاور، ‬متغيب ‬منذ ‬أشهر، ‬ووجد ‬سالماً، ‬وهو ‬الآن ‬في ‬صحن ‬دار ‬أهله، ‬ولا ‬أحد ‬قلق ‬عليه ‬غير ‬متتبعي ‬الصحفيين ‬الاجتماعيين، ‬وأخبارهم ‬الباطلة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحفيون ‬من ‬هواتفهم صحفيون ‬من ‬هواتفهم



GMT 20:13 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 20:12 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 20:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 20:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 20:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 20:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 20:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 20:08 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates