ناصر الظاهري
صباح الفرح حين يملأ الفرح الصدور، ويجعل ضحكة الناس أكثر وأوسع، صباح الأمل ذاك الشيء الساحر الذي نفتح له الأبواب، ولا نمنعه من دخول منزلنا من النوافذ.
* صباح «بروك شيلدز» أين هي تلك الجميلة التي غابت فجأة من أمام أعيننا، هي التي تلك كانت ملء العين، صباحها السعيد في العام الجديد ولاتذكرها كأكثر ما يتذكر الرجال حورية أخذها البحر، ولم تعد تأتي بها موجة، ولا تجلبها موجة، كيف نسي العالم «بروك شيلدز»؟ وكيف نسيت هي نفسها؟ ورغم ذاك صباحها من ورد أجمل وأكثر.
* صباح الناس الطيبين أولئك الذين يبكون العين، ولا يتوقعون صباحاً من غير يلقون تحياتهم ويغادرون، يصنعون الخير ولا يدرون، أولئك قلوب مثل هشاشة رغوة الحليب ولونها، لهم تحية العام الجديد، وأجمل وأكثر.
* صباح الناس الجميلين الذين مروا على حياتنا، ولونها بألوانهم، وعبق عطر رائحتهم، رسموا بسمة في ركن القلب، طبعوا ضحكة حركت أضلع الصدر، وغادروا إلا من القلب والذاكرة، تحية العام الجديد لهم وتصلهم لجهاتهم الأربع في أطراف الدنيا، لأنهم يستحقون أكثر، وأكثر.
* صباح زملاء العمل والوقت والزمن الجميل، صباح يليق بالمحبة المخبأة، والصدق حين يكون الصدق يجاور النية، وحين تكون النيات من أجلنا، لا من أجلي، لنا، وليست لي، صبح الرفاق حين كان الجلد سمة للأيام، وحين كان النجاح للكل، وحين كانت الكلمة صفة الرجال، صباحهم أجمل في عامهم الجديد والسعيد، وللآخرين طعم الحسافة والتذمر، ومرارة الفم.
* صباح جلساء الطاولة الصغيرة، تلك التي لا تغادرها، ولا تهرب منها كلمة، إن كانت شاردة أو واردة، أولئك الذين لا يتغيرون، لهم عالمهم النظيف، وأفقهم الرحب، وسماؤهم الزرقاء مثل البَركة، وغمام الإحسان حين يغمر الإنسان بالسعادة، صباحهم الجميل أينما كانوا، وكيفما كانت وجهتهم.. لهم الصدق والوفاء، وما بين الرجال من خلق فروسي، ونبل المواقف.
* صباح نساء من وقت، أمهات كالتاج على الرأس، أخوات كثلج البرد على الجوف، ونساء كالعمات والخالات وأكثر، زميلات بعضهن كالنجوم، وبعضهن أشع وأجمل، يسعد صباحهن، لأنهن كن في يوم ما عضداً، وسنداً، وكن لسن كغيرهن ألسنة تلوك الحق والباطل ولاتندم.
للجميع تحايا العام الجديد.. وأمنيات العام السعيد.. وضحكات العمر المقبل.. للجميع عام ملؤه الخير والسعادة، ولا عين تبكي، ولا قلب يحزن.. عامكم أجمل بكم.