شعراء الإنسانية 1

شعراء الإنسانية (1)

شعراء الإنسانية (1)

 صوت الإمارات -

شعراء الإنسانية 1

ناصر الظاهري

المتنبي، منشد الدهر، ترى كم ذكره الناس اليوم، وفي هذه الساعة، وفي مختلف البقاع، باختلاف الليل والنهار، دارس للأدب، متذوق للشعر، شخص مر به موقف عصيب فتذكر المتنبي، وتذكر قوله، آخر يترنم بجمال العربية فاستحضر أشعاره، لقد مات المتنبي، لكن مات قبله حاسدوه، وبقي مادحوه وشاكروه، تماماً مثلما ذكرناه نحن في هذه الساعة، وفي هذه البقعة، وكم ذكره من ناس بالأمس في شتى الأماكن والزوايا، وكم سيذكره أناس في الغد، وهو الغائب عن دنيانا منذ 1051 عاماً، يشكل مع عنترة بن شداد العبسي الذي ما برح الناس على مختلف العصور، وتجدد الأجيال يذكرونه، ويعجبون به، ويضفون من عندياتهم على سيرته، ويرددون أشعاره، ثنائياً عربياً أسطورياً، وقامتين في الشعر الإنساني، لا تطلع شمس يوم من دون أن يذكر هنا أو هناك، لكن العجب أن الناس قلما يسمون أبناءهم على اسمه، فاسم عنترة مؤنث ينتهي بتاء التأنيث، وأطلق على فارس فرسان العرب، وأحد فحول وفطاحل الشعر، لذا الناس الشعبيون يفضلون عليه اسم عنتر، حاذفين تاء التأنيث غير اللازمة، لكن لم يتسم به أحد من قبل عنترة، وقليل بعده، ويعني الذباب الأزرق الذي يغضب الخيل، فتكشّه بطرف ذيلها، وتسمى به لشدة سواد عنترة حتى أنه كان يميل بسواده إلى اللون الأزرق، فهو أحد أغربة العرب الأربعة، والبعض عدهم سبعة، السليك بن السلكة، خفاف بن ندبه، والشنفرى، وتأبط شراً، وهشام بن عقبة بن معيط، وعبدالله السلمي، لكنه كان يحمل صفات قلما تجمعت في شخص من العرب كالبسالة والجرأة والشهامة والنبل والشرف والفصاحة ونظم الشعر، المتنبي وعنترة من الشخصيات المجالدة في الحياة التي حفرت اسمها في ذاكرة الزمان، وظلت ملهمة للوجدان الإنساني، فالمتنبي لم يترك الناس عنه حاثرة ولا باثرة إلا وألصقوها به، وطعنوه من كل جانب، في حين هو تقلد ناصية العربية حتى أنه يبات قرير العين، والناس جراءها تسهر وتختصم، فجعلها طوع بنانه، وترك النصال تتكسر على النصال، وعنترة كابد بسبب بشرة أمه زبيبة السوداء، رغم أنها من أميرات الحبشة، وتحملّ الهوان والمذلة والجحود والنكران، رغم أنه ابن أمير قومه، لكنه هزم المتشدقين والمتنطعين، وأجبرهم على الصمت بذل، حين قال لهم: أنا لا أصلح للكرّ والفرّ، وإنما للحلب والدرّ، دونكم القوم فقاتلوا، واحموا نساءكم، ولما وصلت الحلقة البطان، تنادى القوم، فقام الأب واعترف بابنه عنترة، وقال له: كرّ، وأنت حرّ، وغداً نكمل..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعراء الإنسانية 1 شعراء الإنسانية 1



GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

لحظة تأمل

GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

حرب الجنرال الغائب

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

كِتاب غزة

GMT 04:29 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

الحرب الثالثة ماذا بعدُ؟

GMT 04:29 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

«أوديب».. وقد غادر الطائرة

GMT 04:25 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

وزراء كانوا هنا

GMT 04:24 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

القرار الخاطئ

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 08:21 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

الطقس حار نهارًا وغائم جزئيًا في بعض مناطق قطر

GMT 04:51 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

نقل بيليه إلى المستشفى فور وصوله البرازيل

GMT 14:29 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أرداف اصطناعية شبيهة بمؤخرة كيم كاردشيان للبيع

GMT 08:40 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ديكور مصورة لتجديد غرف الطعام هذا الموسم

GMT 04:56 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

اتهام والتر ماير مدرب النمسا في قضية منشطات

GMT 23:07 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

كاميرا مراقبة بخواص استشعار متعددة من "باناسونيك"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates