ذهب العيد وراحت العيدية 2

ذهب العيد.. وراحت العيدية (2)

ذهب العيد.. وراحت العيدية (2)

 صوت الإمارات -

ذهب العيد وراحت العيدية 2

ناصر الظاهري

ليلة العيد، لا ينام الناس، الأطفال منشغلون بتوزيع فطرة العيد، والنساء والبنات يحضرن فوالة العيد: الهريس، والخبيص، والعصيد، والبلاليط، والفريد، والفقاع، والخمير، واللقيمات، وغيرها، بالإضافة إلى الحلوى العمانية، زينة الصينية، بعدها دخل علينا البشمك أو الرهش، وحلاوة لحية الشيبة.

بعد أن يتم إعداد هذه الأصناف يقمن بتجهيز ثيابهن وملابس رجالهن وأولادهن المعطرة المدخنة، وعقب أذان الفجر وصلاة الصبح ينطلق الرجال والأولاد إلى مصلى العيد مشاة، وعادة ما يكون في أطراف المدينة، وفي أرض خلاء، وفي العين أذكر المصلى في حارة المطاوعة، بعد الصلاة يعودون إلى البيوت ويتناولون فوالة العيد مع الجيران، حيث يجتمعون في بيت واحد، والكل يجلب طعامه ولمدة ثلاثة أيام، حيث يقتصرون على فوالة الصبح والعشاء، أما الغداء فلا يصنع عادة طيلة أيام العيد.

العيد الحقيقي يبدأ بالسلام على الأهل وزيارة المعارف والأصدقاء والأرحام، وأذكر في العين ونحن صغار، كنا نتبع أهلنا وهم يمرون على أهل العين واحداً واحداً، فلا يبقى بيت رغم قلة السيارات في تلك الأيام، إلا ونخص أهله بالسلام وتحية العيد، كانت البيوت لا تغلق أبوابها إلا عند النوم، «مدخن رايح، ومدخن جاي» ومرش ماء الورد، والمسك، يرطّب أيدي المهنئين، ويضمخ رؤوسهم، أما البنات فكن يزينّ السكيك بألعابهن وثيابهن الجديدة، يظللن «يحيين» - لعبة الحيا- بخياطة وتجميع قطع القماش، وترتيبها تحت جدران بيوت الطين الظليلة، والمريحانة أو الدرفانة تنتصب جنب البيت، والصغيرات يتمرجحن وهن يرددن:

يــــــمـــــيّ يـــــمــــيّ يــــمــــــايــــه راعــــــــي البــــــــــحـــــر مــــا آبـــــاه

أبـــــــا ولـــــيــــــد عــــــــمـــــــــــي بــــــخــــــنـــــــيــــــــــــــــــره ورداه

قـــــــابـــض خــــطـــــام الصــفــراء ويــــلــــــــــــــوّح بـــعــــــــــصــــــاه

أما الأولاد فيمرون على البيوت يوزعون لحم العيد، ويأخذون العيدية، أما النساء فهن العيد ولهن العيد، تظل البيوت عامرة بحسهن وترحيبهن الذي لا ينقطع، أما العجائز فينتظرن العيدية من أولادهن، ومعارفهن أولئك الذين رضعوا من حليبهن، واليوم كبروا واشتغلوا في الشركات أو الجيش، أو تغربوا وجاؤوا في العيد، يبقين ينتظرن هؤلاء الأولاد الذين ولدنهم، وكبروا بين أيديهن، وأمام أعينهن من عيد إلى عيد.

لماذا عن عليّ عيد زمان؟ لماذا فرحتي بالعيد تنقص من عام إلى عام؟ لماذا الصورة القديمة حية بالأحاسيس الدافئة، والأشياء الجميلة التي تربطنا؟ لماذا اليوم هو مختلف؟ وفرحة الأولاد اختلفت! أين ذهب العيد؟ أين فرحته؟ أين الأطفال الآن؟ آه.. ليتنا لم نكبر، ولم تكبر البَهم.. لقد ذهب العيد.. وراحت العيدية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذهب العيد وراحت العيدية 2 ذهب العيد وراحت العيدية 2



GMT 04:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 04:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 04:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 04:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 04:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

GMT 04:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 04:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 04:54 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:54 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:09 2015 السبت ,25 إبريل / نيسان

"سوني" تكشف عن مميزات هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 23:38 2013 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تباين أسعار خدمات المطاعم خلال رمضان

GMT 11:24 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أجمل الوجهات السياحية في شتاء 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates