ناصر الظاهري
إن قراءة الحظ أو الكف وقيافة البشر والتنجيم وتفسير الأحلام والعرافة والزجر والكهانة، كلها أمور تدخل ضمن التفاؤل والتشاؤم أو التشاؤل.. كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره الطيرة والتكهن: ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له.
ونقول نحن في العامية الدارجة، فألك طيب، وهي بمثابة وعد، وإذا قدم ضيف قدمنا له الفوالة.. قال الشاعر: لا يعلم المرء ليلاً ما يصبحه إلا كواذب ما يجري به الفأل.
والفأل والزجر والكهان كلهم مضللون، ودون الغيب أقفال، وتأول النبي صلى الله عليه وسلم في مقتل الحسين لما رأى أن كلباً أبقع، يلغ في دمه، وحدث هذا بعد ذلك بخمسين سنة، كذلك حين قال لعمار بن ياسر: ستقتلك الفئة الباغية، كذلك خبر أبا ذر الغفاري بموته في الفلاة وحيداً «توفى في الربذة منفياً من قبل عثمان بن عفان».
وحذر عائشة أم المؤمنين من نباح كلاب القافلة «حرب الجمل».
إذا كانت هذه الصفة يختص بها الأنبياء والمرسلون، فهل تحدث مع البشر، مما ورد في كتب الأثر وأسفار التاريخ أن كثيرين كانت لهم بعض الكرامات أو كشف الحجاب، وحدثت كذلك للعرافين والعارفين والكهان، فحديث بحيرة الراهب في وصف النبي القادم، وقراءته في أوصاف محمد بن عبد الله، وتحديد ملامحه هي قيافة البشر، وحديث الكاهن لكسرى عن زوال ملكه، وتقوض إيوانه، حيث رأى الموبذان: إبلاً صعاباً.. تقود خيلاً عراباً، قد قطعت دجلة، وانتشرت في بلادها، تأتي على ملك ساسان، تخمد النيران ويرتجس الإيوان، تكثر التلاوة، ويفيض وادي سماوة، وتغوص بحيرة ساوة.
وكانت العرب تقول: أشأم من سراب.. وسراب هي ناقة البسوس التي تقاتل القوم بسببها أربعين عاماً، وتقول العرب أيضاً: أشأم من طويس.. وطويس هو أول من غنى في الإسلام، والطويس هو تصغير الطاووس، وكان مَئوفاً، مَسْتوهاً، وكان طويس يقول لأهل المدينة: ما دمت بين ظهرانيكم، فتوقعوا خروج الدجال والدابة، فإن مت فأنتم آمنون، وحين سئل: لماذا أطلق عليك العرب صفة الشؤم؟ قال: كانت أمي تمشي بين نساء الأنصار بالنمائم، ثم ولدتني في الليلة التي مات فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفطمتني في اليوم الذي مات فيه أبو بكر، وبلغت الحلم في اليوم الذي قتل فيه عمر، وتزوجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان، وولد لي ولد في اليوم الذي قتل فيه علي!