ناصر الظاهري
قد تتعجب أن بعض الممثلين الكبار، لم يحملوا حتى اليوم جائزة الأوسكار بين أيديهم، رغم أنهم ترشحوا لها مرات.. ومرات، وبعضهم كان قريباً منها قاب قوسين أو أدنى، ممثل كبير مثل «جوني ديب»، و«جون ترافولتا» و«صموئيل جاكسون» رغم أنه دخل موسوعة «جينيس» كأكثر الممثلين إيراداً من خلال أفلامه، و«إيد هاريس» و«رالف فينيس» و«براد بيت»، وآخرهم الممثل العظيم «ليوناردو دي كابريو»، ولا أدري متى ستبتسم له تلك الجائزة المتمنعة؟ بعدما ابتسم له الحظ منذ بداية حياته، وحقق كل أحلامه، عندما بدأ بالظهور الإعلاني التجاري، وفي أدوار صغيرة بمسلسلات أميركية، ثم أدوار مساعدة في السينما، قدمه للنجومية الممثل «روبرت دي نيرو»، وصعده بفيلم «تيتانيك» لتتوالى أفلامه الرائعة، والتي بالتأكيد يتعب عليها، ويتغلب على نفسه فيها، لم يعتمد على وسامته الطاغية، ولم يستند على أدوار الشباب الرخيصة، ربما لجذوره الألمانية التي جعلته يسير باتجاه الجد، والبذل، ومعانقة النجاح، «ليوناردو»، هذا الاسم الإيطالي الشهير، لم يأته كاسم «دي كابريو» من أبيه، رسام القصص الملونة، ذي الأصول الإيطالية من جهة الأب، والألمانية من جهة الأم، إنما حين لبط الصغير في بطن أمه لأول مرة، كانت الأم تتأمل لوحة «ليوناردو دافنشي» فأطلقت عليه الاسم، تيمناً بعظمة ذلك الرسام الإيطالي.
«ليوناردو ويلهلم دي كابريو» من أم ألمانية أيضاً، وعاش طفولته عند أجداده لأمه في ألمانيا، لذا هو يتحدث الألمانية، براعة هذا الممثل أنه في كل فيلم يفاجئك بدوره، وأدائه المدهش، سبق وأن ترشح لست جوائز أوسكار، لكنه لم يفز بها ولا مرة، الغريب أن فيلم «تيتانيك» الذي فاز بـ11 جائزة أوسكار، لم يكن حينها مرشحاً لواحدة منها، لذا قاطع الحفل، وأفسد على مجموعة الفيلم فرحتها، لذا نعته مخرج الفيلم «جيمس كاميرون» بالفاسق المدلل «Spoiled Punk»، لكنه قام مع مخرج الفيلم وبطلته «كيت وينسليت»، بتقديم دعم مالي كبير لدار رعاية «ميلفينا دين» البالغة من العمر 97 عاماً وقتها، والتي كانت أصغر ركاب السفينة، وآخر الناجين الأحياء من تلك الكارثة، «ليوناردو» له نشاطات إنسانية، وبيئية، وهو منتج أفلام كبير، وله محال للقهوة العضوية، واشترى قبالة ساحل دولة «بيليز» جزيرة ليقيم فيها مشروعاً سياحياً صديقاً للبيئة.
كذلك ترشح لإحدى عشرة مرة لجائزة «جولدن جلوب» فاز بثلاثة منها، عن فيلم «الطيار» 2004، وفيلم «ذئب وول ستريت» 2013، وفيلم «العائد» 2015، فهل يعود ليوناردو هذه المرة بالأوسكار مع فيلم «العائد»؟