ناصر الظاهري
- لو أن الحياة «فيديو كليب» أو لونها «بامبي» لهانت أمور كثيرة نعدها من الصعاب، ونضرب لها آباط الإبل في طلبها، وتحققت آمال نحسبها من ثالثة الأثافي، ونخرط دونها القَتَاد.
- لو أن الحياة فيديو كليب.. لساهمنا في حماية البيئة، وما يتهددها من كوارث، معظمها من صنع الإنسان، ولما وقفنا مكتوفي الأيدي ننظر إلى نجلاء أم الحصان تلعب وحدها في الميدان.. بعيداً عن عين حميدان، وهذا فهد بلان بجلال قدره، وفي زمنه الحديدي ظل يغني ركبنا ع الحصان، فأشفقنا على الحصان من ثقل فهد بلان، وخرجت الجماهير العربية في مظاهرات احتجاجية، ودعماً لجمعية الرفق بالحيوان.
- لو أن الحياة فيديو كليب.. لشجعنا المبدع العربي والمبتكر العربي، ونوابغنا في مجالات الحياة دون أن نطلب منهم أن يسهروا جنب الشباك أو نخوفهم من الواوا.
- لو أن الحياة فيديو كليب.. لأوقفنا تشويه الصورة العربية والمسلمة وخلقنا بديلاً إعلامياً جديداً، ومفهوماً متحضراً، دون أن نضطر إلى دعوة مجلس الأمن للانعقاد بصفة عاجلة للنظر في قضية: عربي أنا أغشيني.
- لو أن الحياة فيديو كليب.. لعمدنا إلى الزراعة واستثمار الأراضي العربية الخصبة، والتي انقضى العمر ونحن نسمع بإنصات ووقار أنها سلة غذاء العالم، بدل الاكتفاء بالفرح والتنطيط والتجوليع وضرب خناجر في الخاصرة على الطريقة البصراوية، ونحن نردد معلقة أبو القمصان سعد العبسي «البرتقالة».
- لو أن الحياة فيديو كليب.. لعكفنا على دراسة أسباب التخلف الحقيقي عندنا، وسبل النهوض بالشخصية العربية، وتمكينها من التخلص من الخوف والتردد والأسر الداخلي، والشعور بالضآلة والتشطر، وفك كل غيضها وإظهار عنترياتها على نساء البيت فقط، لأن الرهوة على المربوطة بس، ونحن في داخلنا ما نصدق أن تكون امرأة «فضائية.. برّانية» قد «فاتت جنبنا» لنزحف على بطوننا نترجاها أن نقسم القمر.. هي نص ونحنا نص.
- لو أن الحياة فيديو كليب.. لمنعت بعض المطربين أن يسجلوا كحاتهم التبغية وسعلاتهم الديكية وحشرجات أصواتهم من شفط العكوارة على سي.دي، وطرحها على الجمهور الكريم، لأنها مصدر إدمان، ونحن نقول: لا للمخدرات.
- لو أن الحياة فيديو كليب.. لاستنسخنا ثلاثة من عمرو دياب، واثنين من راغب علامة، وواحدة فقط من أم براطم شيط ميط، وعجلنا أمرنا قبل تجري مطربة الجيل الماحق عمليتها التجميلية رقم 17 ليفرح الشباب العربي، وتقرّ عينه بالإنجازات والمكتسبات الحضارية العربية، وليشعر بفخر مساهمات «الفدائيات العربية» في دعم المجهود الحربي.