بقلم - عوض بن حاسوم الدرمكي
في معمعة ألفية ثالثة مُرْبِكة التداعيات، ووسط محيط جغرافي يعج بالاضطرابات والدول الفاشلة، وخلال مرحلة مفصلية تكتوي بنيران الإرهاب والمؤامرات الدولية والحروب الأهلية، تسير سفينة الإمارات في ثبات على ثقةٍ من صواب مسارها وإيمانٍ بقُدرة وكفاءة مُسيّر دَفّتها.
دولةٌ بناها الكبار وحمل رايتها منهم كبارٌ نهلوا من ذات المعين وصدروا عن ذات المشرب، كبارٌ لا يتلونون عندما تتلوّن أوجه الدنيا من حولهم، ولا يُحْجِمون عن نُصرة الحق عندما يدبّ الخوف في أوصال المتشدقين، ولا تنام أعينهم قبل أن يتأكدوا أنّ كل عينٍ في بلدهم نامت آمنةً مطمئنةً على ليلتها وغَدِها، تتسع قلوبهم لاحتضان الجميع وأيديهم لمساعدة من ألمّ به الدهر وخذله الأقربون في مشارق الدنيا ومغاربها.
قام الكبير وشَكَر الكبير فتوقّف الزمن ليخطّ لأجياله القادمة عن مأثرةٍ من مآثره، فلا يعرف الفضل لأهله إلا ذوو الفضل، ولا يُقدّر قيمة الإنجاز إلا رجل الإنجاز ولا التعب إلا من أتعب الليالي لأجل أن يخلق لشعبه فلكاً ومداراً لا يُشاركها فيه أحد، وقف «حارث البحر» صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليشكر نيابة عن قلوبنا قبل أسمائنا أخاه «زايد المرحلة» صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
نعلم أنّ أبا خالد لا ينتظر مِنّا شكراً، فالأب لا ينتظر على حنوّه وحبه ورعايته لأبنائه مفردات شكر، لكنّ هذا أقلّ ما نستطيعه كتبيانٍ لعرفاننا بعظيم جهده وكبير تفانيه وتضحياته براحته وصحته، ويكفي أنّ أبا راشد قال بأنّه يعمل 18 ساعة كل يوم لأجل رفعة الإمارات وإجازته «السنوية» لا تتعدى الأسبوع اليتيم، يسهر لكي ننام قريري العين.
ويتعب لأجل غدٍ مشرق لأبنائنا وأحفادنا، ويصارع برباطة جأش عصابات الخراب وتُجّار الدم لكي تبقى الدار ومَن بها آمنةً لا ترفرف بها إلا حمائم الخير، حقاً هو كما قال أبو راشد ونقول معه: «هو امتداد زايد فينا وظلّه الباقي بيننا وهو حامي حمى الوطن وباني حصنه وقائد عسكره وأسد عرينه»
شكراً أبا خالد.. لك في القلوب محبة وفي الضمائر ولاء وفي الأعناق بيعة، ونحن لك في الرخاء يداً تعمل وفي الشدّة سيفاً توجّهه أنى شئت و«يرد العلم طيّب»