ميساء راشد غدير
حضرت من يومين حفل تخريج الدفعة الثانية من القيادات الشابة من »برنامج عبدالعزيز بن حميد لإعداد القادة« بحضور سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي. كوكبة من الشباب الخليجي الطموح الذين كنا نرى سعادتهم الغامرة بما تعلموه واكتسبوه، وطموحاتهم التي رسموها بعد انضمامهم للبرنامج.
حديث الخريجين والمشاركين في الحفل، والوصايا التي زود بها الخريجون من البرنامج، ذكرتنا بمقطع فيديو للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان في حديثه مع مجموعة من الشباب عندما كان يوصيهم على فكرهم ووطنهم معا، فالوصية كانت واضحة، وأصبحت نهجاً للقادة من بعده في توجيه الشباب والاستثمار في طاقاتهم وفكرهم فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم ومجتمعات اخرى.
فقد قال المغفور له بإذن الله في المقطع: »هناك تيارات ستأتيكم من الخارج احذروا هذه التيارات، ستأتيكم التيارات المسمومة من الخارج، لا تتقربوا إليها ولا تعملوا بها، اعملوا بما ترون به الآن في وطنكم وفيما تغير فيه من تخلف إلى نمو وازدهار وتقدم ونهضة مثمرة وسارّة ونافعة للمواطن والجاليات أيضاً. إن هذه النهضة أصبحت سارة«. حديث الوالد زايد واضح، وهو الابتعاد عن كل ما يسمم العقول، والترك..
يز على التطوير والتنمية في الوطن بالاستفادة من الإنجازات لأن ذلك في النهاية هو الأمر الذي سيحقق السعادة والرفاه للشعب، والتنمية والتطوير الذي نتحدث عنهما لا يمكن حدوثهما دون وجود قيادات بفكر وسواعد قادرة على تحقيق ذلك، وهو ما تسعى لتحقيقه هذا النوع من البرامج.
لو أحصينا عدد برامج إعداد القيادات الشابة في الإمارات لوجدنا أنها متعددة على مستوى الإمارات وفي مختلف المؤسسات، وان دل هذا على شيء فليس إلا حرص القيادة في الإمارات على تحصين الشباب فكرياً، والاستثمار فيه وإعدادهم ليكونوا عوناً لوطنهم ليزدهر بعيداً عن أي تيارات مسمومة تعطل الفكر، وتشل السواعد عن البناء، وتتجه بها نحو التخريب.
برامج إعداد القادة بما تفرضه من دورات تدريبية، وما تتطلبه من الاعتماد على محاضرين ومختصين، وبما يرصد لها من ميزانيات ضخمة لا يمكن تحملها لو لم تكن الأهداف واضحة، والإصرار والعزيمة على تحقيقها موجودة أيضاً، وهو ما يتضح جليا في المسؤولين عن تلك البرامج، ونتاج ما يغرسونه في الخريجين الذين ننبهر بأدائهم في مسؤوليات يتقلدونها.
نهج زايد مع الشباب كان »الحوار« و»الوصية« التي لا يمكن لأي منا أن يكون في غنى عنها وركز فيها على الفكر. وإذا كانت برامج إعداد القادة قد آتت ثمارها، فلابد وان تكون وصية زايد ركيزة في أهم برامجها. فالفكر هو الذي يهيمن وما يهيمن هو الذي يحظى بالقيادة.