ميساء راشد غدير
من المفترض ان يتوجه اليوم الراغبون بخوض تجربة الانتخابات البرلمانية الى المقار الانتخابية لتسجيل انفسهم كمرشحين طالما ان شروط الترشح تنطبق عليهم، يلي ذلك الإعلان عن القائمة التي تضم الأسماء الأولية والنهائية لهم والتي سيكون بعدها من حق المرشحين البدء بالحملات الدعائية والانتخابية التي ستتيح لكل منا اختيار المرشح الذي سنصوت له والذي يثبت لنا قدرته على تحمل المسؤولية وتمثيله الشعب في المجلس الوطني الاتحادي.
من خلال المناقشات التي تدور هنا وهناك، في بعض المجالس، لاحظنا عدم تحمس البعض للمشاركة في الانتخابات، بالترشح او التصويت او من خلال تأدية أدوار اخرى، بل وانتقاد البعض للتجربة، وارجعنا السبب في ذلك لعدم ورود اسماء بعضهم في الهيئات لانتخابية وكشوفها، فمعظمهم متحمس ويريد خدمة بلده، في حين ان البعض الآخر نظرته ضيقة وحساباته صغيرة لا يدرك اهمية التدرج في البرنامج السياسي ومناسبته لطبيعة الدولة وخصوصية المجتمع فالتمكين السياسي لا يأتي في يوم وليلة، بل يحتاج الى خطة، والى جهود تبذل، ولو لم تكن الحكومة مهتمة بمشاركة الشعب وتمكينهم سياسيا لاكتفت بالتعيين، لكنها حرصت على ذلك ورفعت اعداد الافراد في القوائم الانتخابية وركزت على الشباب الذين هم السواد الاعظم في الامارات، وأولت المرأة الثقة الكبيرة التي تستحقها وهو ما يجب ان يقابله ارتفاع كبير في الإقبال على الترشح والتصويت في الانتخابات المقبلة لتتجسد الصورة الديمقراطية للدولة.
نتوقع الكثير من الاعلانات خلال المرحلة المقبلة في الشوارع والصحف، واخرى في الاذاعات معلنة عن البرامج الانتخابية للمرشحين في جميع الامارات، وهذا حق لكل مرشح، لكن ما نتمناه ومن واقع ممارستنا لهذه التجربة بدءا من الترشح وصولا الى عضوية المجلس الوطني الاتحادي وما تلا ذلك من متابعات لأعضاء آخرين ترشحوا في الدورة الماضية، نتمنى ان تكون البرامج الانتخابية منبثقة عن وعي وادراك تام بصلاحيات المجلس الوطني الاتحادي، ومن واقع المجتمع الاماراتي، ومن تطلعات الاماراتي الذي يبحث اليوم عن صوت يمثله في المجلس ويتواصل معه بعد الانتخابات.