ميساء راشد غدير
من يقرأ تاريخ تأسيس اتحاد الإمارات، يدرك أهمية المجالس الشعبية التشاورية في صناعة تاريخ هذه الدولة وإسهامها في بناء نسيج وطني واجتماعي بين القادة والشعب، فهذه المجالس كانت شبيهة بمجالس برلمانية التقى فيها قادة الاتحاد بأبناء الوطن، تبادلوا وجهات النظر، تشاوروا، أدركوا التحديات فوضعوا خططاً لمواجهتها، ومن هنا قام الاتحاد فكان قوياً، وأصبحت المجالس غير الرسمية منهجاً لم يتخلَ عنه المغفور لهم بإذن الله مؤسسو الاتحاد.
اليوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يحيي هذه السنة، ويذكرنا بهذا المنهج الأصيل الذي كاد أن يقتصر خلال السنوات الأخيرة على مناسبات محدودة كالأفراح والتعازي، أو شهر رمضان المبارك، ليصبح جدولاً منظماً لسموه يزور فيه مواطني الدولة في مختلف الإمارات في منازلهم، يلتقي بالصغار والشباب والكبار، يتداولون أحاديث ودية وأخرى وطنية يسعد بالمشاركة فيها الجميع ويستشعرون معنى الوحدة الوطنية والتلاحم بين القيادة والشعب الذي لا يعد أمراً جديداً على أبناء الإمارات، بل انه أمر تربوا عليه وأصبحوا اليوم أكثر حاجة للاحتماء به لاسيما الجيل الجديد الذي فاته الكثير من التاريخ ولم يعد يكفيه القراءة أو السماع عنه.
زيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للمواطنين في مختلف الإمارات تذكرنا بجولات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، وسؤاله عن أحوالهم، وبحرصه على لقاء المواطنين وتوجيه رسائله المباشرة إليهم دون وسيط كالإعلام، ودون الاكتفاء بالمناسبات الرسمية تلك التي لا توجد الحميمية التي نتحدث عنها ولا يمكن أن تقوي البناء الوحدوي الذي يحرص عليه الجميع.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بما يتحمله من مسؤوليات جسام قد حرص على تخصيص وقت لزيارة المواطنين وجدولة ذلك ضمن برنامجه المزدحم للحفاظ على بيتنا المتوحد، ويجدر بالجميع لاسيما القيادات الشابة اتخاذ المنهج نفسه في جميع الإمارات والوصول للجميع، فذلك منهج الأولين من المؤسسين، وما يضمن بقاء البيت متوحداً من أي متربصين.