ميساء راشد غدير
في الوقت الذي نشكو فيه من تسرب الطلبة من الفصول الدراسية في مراحل مبكرة من أعمارهم رغم الجهود التي تبذلها الدولة لتحسين بيئة التعليم ومناهجه وطرائق تدريسه، وفي الوقت الذي نشكو فيه من غياب تعيين المواطنين في حقل التربية والتعليم، نفاجأ بجنود مكافحين وملتزمين بتحقيق رؤية الإمارات في محو الأمية، هؤلاء الجنود الذين نتحدث عنهم هم النساء والرجال الذين أصروا على إكمال تعليمهم رغم المسؤوليات الأسرية التي يضطلعون بها، وتقدم السن لدى بعضهم، الأمر الذي يستحقون عليه كدارسين افضل البيئات لتعليمهم وتسخير كافة الإمكانات ليكون التعليم الذي يتلقونه مناسباً ومعيناً لهم.
سيدة إماراتية، تزوجت في سن مبكرة، ربت أبناءها ووجدت نفسها بعد سنوات بحاجة ماسة لإكمال تعليمها الذي بات مسألة ضرورية ليس من أجل الحصول على شهادة تعليمية فحسب، بل من أجل مواكبة عصر أتيحت لها الفرصة فيه لأن تمارس أعمالاً حرة فتكون بين سيدات الأعمال، ولا ينبغي أن يكون مستواها المعرفي أدنى منهن. قررت إكمال تعليمها حتى إنها تفكر في دخول الجامعة لكنها تعاني كما يعاني غيرها من الكبار من تحديات تتعلق بالمناهج والصفوف الدراسية ومستوى كفاءة المعلمين المكلفين بتدريسهم، فجميع تلك التحديات لا تراعي في المجمل أعمار المتعلمين وقدراتهم.
اللغة الإنجليزية، تنوع وتعدد المناهج، وما تتطلبه من مهارات فهم واستيعاب، ومهارات حفظ واسترجاع تحديات في تعليم الكبار الذين لا يرون في ذلك ما يتواءم مع أعمارهم وقدراتهم، الأمر الذي يدفعهم للمطالبة ببيئات تعليمية أفضل تتوافر فيها الإمكانات، وبغربلة المناهج الدراسية لتساعدهم في اجتياز المراحل واكتساب المعرفة اللازمة لهم والتي تجعل الدولة في مصاف الدول التي تخلصت من الأمية تماماً.
إذا كانت وزارة التربية والتعليم تعكف على تطوير التعليم في مراحله جميعاً، فلابد أن تلتفت إلى تطوير تعليم الكبار بتخفيف المناهج وتعيين المعلمين والمعلمات الذين يتم تفريغهم بشكل كامل لتعليم هذه الفئة.