ميساء راشد غدير
جميعنا تأثر بتقرير زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمصابين من جنودنا البواسل، والتأثر كان لسببين: أولهما ما لمسناه في جنودنا البواسل من شجاعة وإقدام، ومن عزيمة وإصرار على المضي قدماً لإكمال ما بدأوا به إلى جانب صفوف إخوانهم في اليمن، والسبب الثاني يعود لصورة تجسد أسمى معاني التقدير من قيادات هذا الوطن الغالي التي تتفقد المصابين فرداً فرداً، وتطبع قبلة على جبين كل من كان على استعداد للتضحية بروحه من اجل قضية وطنية وعربية وإسلامية لطالما آمنت بها الإمارات بل أنها نهجها الذي لا يجهله أي من كان.
من يعرف الإمارات حق المعرفة يعرف منهجها في الحق والعدل ونصرة المظلوم، ومن يعرف قياداتها، يدرك أن الامتنان والاعتراف بالجميل مبادئ نشأوا وتربوا عليها، وهذا ما يفسر مواقف كل من رافق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد من الشيوخ والقيادات العسكرية، معترفاً بفضل هؤلاء الجنود فانحنى كل منهم مقبلاَ رأس إخوانه في صورة نعجز عن التعبير عنها.
في هذا الوقت الذي تزداد فيه اللحمة بين قيادة وشعب، وفي هذه اللحظات التي يتمنى الكل فيها المشاركة في التحالف العربي على أرض اليمن الشقيق، في هذا الوقت لا يفترض أن تطرح تساؤلات عن الأسباب التي جعلت جنودنا يذهبون لليمن أو يستشهدون فيها، ولم يعد هناك مجال لإثارة الفتن ونشر أي أخبار وصور من شأنها إرباك الموقف أو تسهيل المهمة على المغرضين للتسلل إلى جيشنا وبين صفوف جنودنا.
الشائعات لا مجال لها، وإن كان بعضهم قد استغل الحدث وأهميته بنشر أسماء غير صحيحة لمن استشهدوا باسم السبق الصحافي فقد نال جزاءه واستحق ما جاءه بعد بلبلة لم تراع خصوصية الحدث وأهميته، وان كان البعض مازال عاجزاً عن الإحساس بالمسؤولية بنشر كل ما يأتيه دون التأكد من صحته ودون التفكير في أهمية نشره فلابد من الردع ثم الردع والردع، فهذه حرب لا تحتمل الحديث أكثر من الفعل، ولا تتطلب إلا الجدية حتى ممن هم خارج ميدانها.