ميساء راشد غدير
انطلقت آلاف التهاني والدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي من مستخدمين إماراتيين بعد ثوان من إعلان البلاط السلطاني العماني عن عودة السلطان قابوس المعظم إلى سلطنة عمان الشقيقة بعد غياب استمر ثمانية أشهر في رحلة علاج تكللت بالنجاح ولله الحمد.
وقد كانت تلك التهاني معبرة بكل المستويات التي انطلقت منها عن عمق العلاقات التي تربط بين دولة الإمارات والسلطنة والتي كانت ومازالت تمثل نموذجاً يحتذى على المستويين الخليجي والعربي، ومثالاً متميزاً للعلاقات بين بلدين جارين تجمع بينهما علاقات التاريخ والجغرافيا ويؤطرها الاحترام المتبادل، والحرص المستمر على تطوير العلاقات في المجالات كافة.
فرحة الأخوة العمانيين بعودة قائدهم متوقعة ولكن أن تكون فرحة الإماراتيين بقدر فرحتهم فتلك مسألة لها من الأهمية التي ينبغي التوقف عندها للتأكيد على العلاقات التي تربط بين القيادتين والشعبين، علاقات تقوم على الاحترام والتقدير التي تؤطر يوماً بعد يوم علاقات ثنائية مميزة تربط بين الإمارات وسلطنة عمان تتجاوز الأبعاد الثنائية إلى البعد الخليجي العام.
يعود السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى السلطنة في وقت تشهد فيه المنطقة العربية والخليجية خاصة أحداثاً جساماً، وتواجه تحديات كبيرة، تجعلها أحوج ماتكون إلى الوحدة والتعاون، وتوحيد المواقف السياسية لمواجهة التحديات وإعداد العدة لاي أزمات قد تواجه هذه المنطقة التي باتت محل أطماع الكثيرين.
خلال الأشهر الماضية فترة غياب السلطان قابوس، أثبتت سلطنة عمان مواقفها الثابتة والداعمة لمسيرة دول مجلس التعاون من خلال أكثر من موقف، وأثبتت قدرتها على تنسيق جهودها وتكثيف تعاونها وإدراكها الكامل لطبيعة المخاطر التي تحيط بنا.
وكان له دور كبير وحاسم في إجهاض أي محاولات سعت إلى الفتنة بين دول الخليج وزعزعة صفوف وحدتهم، وهو ما يؤكد أهمية التعاون والوحدة وما يمكن أن يحققانه من فاعلية في التعامل مع التحديات المشتركة، إذا ما توحدت الجهود وتوافقت المواقف.
نبارك لسلطنة عمان عيدها بعودة قائدها، وباني نهضتها ونقول ما قاله المغفور له باذن الله الشيخ زايد« قابوس ذخر للإمارات».. ونقول ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:
عَيِّدي يا عُمانُ جاءَكِ عيدٌ
كُلُّ ما فيهِ بهْجَةٌ ورُواءُ
وهوَ عيدٌ لنا جميعاً تبدَّى
بالتَّهاني نَزُفّها والدُّعاءُ