ميساء راشد غدير
أيام قليلة تفصلنا على الامتحانات، والجميع يتحدث دون استثناء عن توقيت هذه الامتحانات، وكأنها الأهم خصوصاً بالنسبة لطلاب الثانوية، رغم أن جميعنا ندرك أن تقويم العام الدراسي للسنوات المقبلة لن ينجو من فصل الصيف وربما من شهر رمضان المبارك، وكنا نتمنى لو تم التركيز على إرشاد وتوجيه الطلبة في دراسة التخصصات بصورة أكبر من الحديث عن تقويم العام الدراسي، فتلك فترة مؤقتة وتنتهي، ولكن اختيار التخصص لطلاب الثانوية هو الذي يرسم ويحدد مستقبلاً.
في حديث مع طلاب الثانوية العامة، وكثير من الأهالي عن توجهات الطلبة في المرحلة الجامعية، فوجئنا بأن التخصصات هي نفسها من عشرين عاماً وأكثر، ولاحظنا أن الإقبال على التخصصات الجديدة التي طرحتها الدولة في جامعاتها لا يحظى بنصيب الأسد من اهتمام الطلبة، رغم أن التوجهات في الدولة اليوم تغيرت لمجالات جديدة مثل علوم الفضاء والطاقة، والابتكار.
والتي يندرج تحت كل منها عشرات التخصصات التي نحتاج لأن يلتحق بها الأبناء لدراستها، بعد أن تشبعت المؤسسات من بعض التخصصات التي أصبحت تقليدية إلى درجة كبيرة، لاسيما في مجال العلوم الإنسانية والإدارية والعلوم الأخرى.
أين يكمن الخلل؟ الطالب موجود في المدرسة، والإدارات في المدارس مثقلة بالأعباء التي لا تتيح لها الكثير من الوقت لتعرف الطلبة بالتخصصات، وأكثر ما تفعله هو يوم مفتوح للجامعات، والأهالي ربما لا يملك أكثرهم دراية بالتخصصات المطلوبة أو ميول الأبناء، الأمر الذي يضيع على الإمارات والطلبة دراسة تخصصات مطلوبة لتغذية مؤسسات حديثة النشأة في الإمارات ولها أهميتها.
توجيه الطلبة إلى دراسة علوم الفضاء والطاقة والابتكار، التي تعد اليوم محل اهتمام الدولة، مسألة ضرورية ولابد من وضع خطط لدراسة هذه التخصصات دون الركون إلى اختيارات الطلبة، الذين قد لا يدركون أهمية هذه التخصصات أو الالتحاق بمؤسسات بحاجة إلى المختصين فيها، وهي مسؤولية تتحملها مؤسسات بينها وزارة التعليم العالي ومجالس التعليم ومؤسسات حكومية تهتم بهذه التخصصات، ويفترض أنها معنية باستقطاب وتأهيل الكوادر الوطنية المختصة.