ميساء راشد غدير
لم يكن العام الميلادي الذي قاربت ساعاته على الانقضاء عاماً عادياً بالنسبة للعالم، ولا يستطيع أي منا وصف هذا العام بحالة عامة من الفرح أو الحزن، من الانتعاش أو الركود، الحرب أو السلام، فقد كانت أشهر هذا العام وأسابيعه وأيامه متأرجحة بين ذلك كله في جميع المجالات، وعلى جميع الأصعدة، ولم تسلم بقعة فيه من حالة التأرجح التي هوت ببعض الأوضاع نحو القاع، في حين بلغت ببعضها الآخر عنان السماء.
يحشد الليلة المنجمون وقارئو الأبراج الفلكية توقعاتهم حول العام الجديد 2016 وما يحمله من أفراح وأتراح، وما يبشر به من صعود أو هبوط، ولا نؤمن بذلك كله، إذ ما يعنينا في أعوامنا وأيامنا، القلب الذي نسكنه ويسكننا، والقلب الذي ينبض حباً للعالم، وينبض العالم بحبه، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، وماذا نهديها في عامنا المقبل.
العام الذي ستودعه الإمارات مع العالم هذه الليلة، كان عام امتحان وتحديات، وعام إرادة وعزيمة، وعام كشف عن مواطن قوة لم تكن تخفى على أحد ولكنها جعلت الجميع يضع حداً لتجاوزاته، ويزيل الغشاوة ليرى الحقيقة بعينيه لبيت متوحد بقيادته وشعبه وأشقائه الذين مهما عظمت خطوبهم يبقى الاتحاد مصدر قوتهم، وليس النفط وحده باني نهضتهم وعزتهم.
إذا كان العام المنصرم استثنائياً للإمارات فلابد أن تكون الأعوام المقبلة بإذن الله استثنائية بصورة اكبر، لأن القيادة استثنائية والشعب كذلك استثنائي، بإدراكه لثوابته، وتمسكه بمبادئه، واحترامه لفكره، وبعمله بسواعده، وبالتخطيط لأعوامه ومستقبله.
الأعوام والسنون لا قيمة لها بتاريخ يمضي وآخر يأتي، بل بما نحققه وما ننجزه في هذه السنين، وبما نهنئ أنفسنا عليه من إنجازات، على الصعيد الشخصي، والمهني والوطني لأننا نسجل ونكتب تاريخا للأجيال التي ستنعم بما نخلفه بعدنا كما فعل الأجداد.
فهيا إلى العمل والتفاؤل والفرح في عام جديد..
وكل عام والجميع في أمن وسلام آمنين متفائلين بعام أفضل..