ميساء راشد غدير
يشهد الجميع في الوطن العربي على الإنجازات التي حققها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية منذ إنشائه في إمارة أبوظبي برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، فبالرؤية والمنهج الواضح الذي يسير عليه المركز استطاع أن يكون مصدراً ملهماً للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ومنبراً لطرح ومناقشة قضايا الساعة، ليس في دولة الإمارات فحسب، بل على المستويين الإقليمي والدولي، بدليل ما يعقد فيه من مؤتمرات وندوات، وما ينشر عنه من دراسات وإصدارات، وبما يستضيفه من شخصيات لها ثقلها حتى أصبح مرجعية للدارسين والباحثين والمحللين السياسيين والاقتصاديين في العالم.
الرؤية والمنهجية التي يعمل بها المركز، مكنته من بناء علاقات استراتيجية تقوم على أساس نشاط فكري وبحثي تراجع مستواه في كثير من الدول العربية، وهذه العلاقات هي التي دفعت بالمركز للإعلان عن مبادرة بحثية خلال الأسبوع الماضي، وهي تشكيل تحالف من المراكز البحثية العربية تحت اسم تحالف «عاصفة الفكر» من الدول المشاركة بتحالف «عاصفة الحزم».
تحالف «عاصفة الفكر» سيعمل على دعم متخذي القرار في هذه الدول، وتثقيف شعوبها، بما يخدم الأمن الوطني لكل دولة والمنطقة العربية، ويمكن اعتباره من أفضل المبادرات التي جاءت في الوقت الذي تتعطش فيه دولنا العربية لتعاون وتنسيق على المستوى البحثي والفكري، وفي الوقت الذي يتعطش فيه صناع القرار لمراكز بحثية داعمة وقادرة على تزويدهم بالدراسات التي تقدم ما تحتاجه المجتمعات والشعوب بعد أن غاب التركيز على البحث وتراجعت ميزانيات الصرف عليه.
عاصفة الفكر تخرج بعاصفة الحزم من إطارها العسكري إلى الإطار البحثي والعلمي الذي يحتاج إلى دعم مادي وبشري، وهو ما عودنا عليه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ليس في دعم أي مشاريع تهدف لخدمة الأمة سياسياً وأمنياً واجتماعياً وفق أسس بحثية وأسس استراتيجية.