ميساء راشد غدير
لم يكن سهلاً على الكويت، قيادة وشعباً، استيعاب حادث الانفجار الذي وقع في مسجد الإمام الصادق يوم الجمعة.
العمل الإجرامي استهدف مصلين في بيت من بيوت الله، وجاء بعد حوادث انفجارات مماثلة، شهدتها المملكة العربية السعودية، وأهدافها واضحة، ومحاولاتها يائسة لشق وحدة الصف وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية التي لم يكن لها مكان يوماً في الخليج، فقد تعايشنا في الخليج مع كل المذاهب والجنسيات باختلاف ثقافاتها، وأخذت القيادات على نفسها حماية كل من يدخل ويقيم على أراضيها، ودليل ما نذهب إليه، ذهاب صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت إلى موقع التفجير بعد الحادث بدقائق، للاطمئنان على مواطني الدولة، فزعاً لمواطني الدولة، فزعة الوالد الذي لم يكترث لأي أخطار قد تكون موجودة في الموقع، حتى بعد وقوع التفجير، وهذا ما تربينا عليه كأبناء منطقة، من قيم تنبذ الإرهاب والفتن بكل صورهم.
الجماعات الإرهابية تنشأ في مناطق الصراعات السياسية والدينية، وفي الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتأزمة، لكننا في الخليج، ولله الحمد، لا نعاني من هذا كله، لذا، تعمل الجماعات الإرهابية على خلق هذه الأزمات وإثارتها، لتحقق أهدافها، بدليل تفجيرات الجمعة في الكويت وتونس وفرنسا، والتي استهدفت من الأفراد عرباً وأجانب، مسلمين وغير مسلمين، ومست ثوابت دينية، وحاولت ضرب علاقات سياسية ومصالح اقتصادية، والأهم، إثارة فتنة طائفية، ما يتطلب التحرك للقضاء على ثغرات تمهد الطرق للإرهاب، وهذا التحرك لا بد أن يكون بكل ما أوتينا من سبل، فالإرهاب أصبح بلا دين ولا هوية، ويتسلل إلينا ويختطف شبابنا، فيُقتل بهم أبرياءنا في أكثر البيوت أماناً، وهي بيوت الله.