ميساء راشد غدير
في صباح يوم أمس اكتمل وصول جثامين شهداء الوطن بعد إتمام كافة إجراءات التعرف على هوياتهم في المملكة العربية السعودية الشقيقة. وبذلك أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة أن عدد شهداء الإمارات الذين استشهدوا الجمعة الماضية بلغ 52 شهيداً.
اختلف الأسبوع الماضي عن أي أسابيع أخرى بمجالس العزاء التي فتحت في كل إمارة، والتي تعددت في بعض الأحياء، وشعر الجميع بأنه شريك في المصاب واستقبل الجميع المعزين وكأن الشهداء أبناء كل أسرة في الإمارات. وهو موقف طبيعي إذا ما كنا نتحدث عن دولة الإمارات وشعبها الذي يقف متوحداً في جميع الأحداث، أفراحها وأتراحها.
لا ينكر أي منا أن خسارة الأرواح هي الأغلى، ولكن الموقف يتطلب الاعتماد على جنود هذا الوطن والدول المساندة في التحالف العربي، فإن كانت خسارتنا في أبنائنا كبيرة، فإن تكلفة هذه الحرب على الخصوم ستكون أشد وأكثر تكلفة يوم نعلن النصر بإذن الله في معركة إعادة الأمل.
الشهداء البواسل الاثنان والخمسون الذين رحلوا عنا، قدموا دروساً مهمة في الوطنية التي زرعت في قلب كل مواطن وتجري في دمه، بل إنها كانت الدرس الأكثر تأثيراً ووقعاً في نفوس أطفالنا وأبنائنا الذين تابعوا التقارير التلفزيونية والصور المنشورة في الصحف، فأدركوا معنى الشهادة ومعنى أن يكون الوطن أغلى من روحك.
مواقف أمهات الشهداء، زوجاتهم، إخوتهم وأخواتهم، وأبنائهم، قدمت دروساً غالية لكل امرأة ورجل، فمن أنجبت هؤلاء الشهداء ومن أصلت في نفوسهم الوطنية والثبات على المبادئ ليست إلا إنسانة مسؤولة مدركة واجباتها، بل وتقوم بها على أكمل وجه كأم، والأمر نفسه ينطبق على الآباء. فالأسرة هي الأساس والأسرة هي أول مدرسة يتخرج منها حماة الوطن وسواعده.
نسأل الله العلي القدير أن يتقبل شهداء الوطن.. وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ هذا الوطن الغالي آمناً مستقراً وسائر بلاد المسلمين.