ميساء راشد غدير
من متابعاتنا للدورات الرياضية، نجد أن الرتابة والروتين هما أكثر ما يغلب عليها، والعنصرية والتحزب أكثر ما يشوبها، ونادراً ما نجد خاصة على المستوى العربي دورة رياضية متميزة بمستوى تنظيمها، وبما تقدمه من إلعاب وبأعداد المشاركين، لكن أصداء دورة ند الشبا الرمضانية في الحقيقة مختلفة لاسيما وقد تعددت الأهداف، وتخطت في دورتها الثالثة هذا العام حاجز المحلية بمستوى التنظيم الذي يحسب للجنة المنظمة، وبأعداد المشاركين وجنسياتهم، وبحجم الجوائز التي خصصت لها برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي الذي لم يكتف بالرعاية فحسب، بل تابع وأشرف على تفاصيل هذه الدورة وشارك في بعض الألعاب.
دورة »ناس« جمعت أطيافاً عديدة في دبي للمشاركة في سبع رياضات »الدراجات، الجري، التنس، السلة، كرة الصالات والقوى«، جمعت الأندية على المستوى المحلي، وأذابت التعصب الرياضي بين مشجعي الأندية، وقدمت دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة فيها دون أن تستثني أحداً، المعاق وغير المعاق، مواطنين وغير مواطنين، عرباً وأجانب، نساء ورجالاً وأطفالًا، وأتاحت للمشاركين فرصة اللقاء بأبطال الرياضة العالميين، فأصبحت الدورة إن لم نكن مبالغين لا تقل بمستواها عن دورات دولية في مستوى تنظيمها أو حجم المشاركين.
الظروف التي تقام فيها هذه الدورة صعبة لاسيما ظروف الصيف، ومع ذلك تحظى بإقبال جماهيري كبير يتجاوز الاربعة آلاف مشارك يومياً، ما يجعل هذه الدورة مؤهلة لتأخذ حقها في التنافس على المستوى الدولي خلال الأعوام المقبلة خاصة وأنها تسلط الأضواء إعلاميا على مواهب محلية، وأخرى مقيمة وجدت البيئة المحفزة لها لتستثمر طاقاتها، وبدأت في تغيير بعض العادات الرمضانية السيئة التي كانت تستأثر باهتمام الشباب وتتسم بالكسل وبقضاء جل الأوقات في الخيم أو لعب الورق وهو ما لا يعد استثماراً في العقل والجسد والوقت.
نبارك للجنة »ناس« هذا النجاح الذي تحقق للدورة، والأهداف التي تجسدت في التشجيع على الرياضة في شهر الصيام لتصبح بالفعل دورة » ناس في دبي لخير كل الناس«.