ميساء راشد غدير
قبل بدء احتفالات العالم برأس السنة الميلادية الجديدة 2016، التزمت إمارة دبي بالتخطيط- لهذه الليلة- بصمت على جميع الصعد، لتقدم ما التزمت به طوال السنوات الماضية من صورة مبهرة، تفوقت بها على مدن أخرى.
أدخلت دبي البهجة على سكانها وزائريها، الذين تكتظ بهم شوارعها ومواقعها، التي خصصتها للمناسبة.
تخطيط دبي لمناسباتها بصمت لا يعني أنها لا تحسب حساباً لأي طارئ أو أي أزمة قد تقع في تلك الليلة أو غيرها، فذلك يقع في صميم عملها وعلى رأس أولوياتها، ولكنها تؤمن بأن العمل دون ضجيج أسلوب أمثل كي لا تقلق راحة أفرادها وطمأنينتهم.
لا نبالغ في ما نصف به دبي، ولعل احتراق أجزاء من برج فندق «العنوان داون تاون» والكيفية، التي تعاملت بها الحكومة مع الحدث، ممثلة بالإعلام، الشرطة، الدفاع المدني والإسعاف، وباقي المؤسسات، خير دليل.
مؤسسات دبي غطّت الحدث إعلامياً، وعملت بجهد حتى سيطرت على الحريق في الوقت الذي أعلنت فيه الإمارة عن استمرار فعاليات الاحتفالات، وفق الجدول المعلن التزاماً واحتراماً لمتابعي الاحتفالات، وساعد على نجاح الاحتفالات تعاون الأفراد المتواجدين في قلب الحدث، لا سيما وقد ثبت عدم وقوع إصابات.
استمرار احتفالات دبي في ليلة رأس السنة، رغم وقوع حريق في أكبر منطقة تجمع للاحتفالات وهي برج خليفة، أرسل رسالة للعالم في أولى ليالي 2016، وهي أن الإيمان والتوكل على الله، ووجود قيادة لديها رؤية وتخطيط، وإدارة تتخذ القرار دونما تردد في الوقت المناسب، وتثق تماماً بمؤسساتها، بما أعدتها له في الأزمات، وتلتزم بوعودها، تلك العوامل هي صمام الأمان في كل الأزمات صغرت أم كبرت.
إمارة دبي سيطرت على حادث عادي، وأبهرت العالم، فبعثت الأمل من جديد، فوقف العالم كله فاغراً أفواهه، وأثبتت أن شعاراتها وأهمها الإيجابية والتفاؤل والإرادة وإحراز قصب السبق في التميز واقع تعيشه وسط منطقة تعمها الفوضى، ويسيطر عليها الخوف إلا أنها تبقى رغماً عن البعض دانة للنظام والأمن والأمان.