ميساء راشد غدير
لاحظنا في الآونة الأخيرة تورط عدد غير قليل من الشباب الخليجي بالالتحاق بتنظيمات إرهابية، كتنظيم »داعش«، وبعض المتهمين في هذه القضايا تتم محاكمته حالياً في دولة الإمارات.
الشباب الملتحقون بهذه التنظيمات لم يتبعوها من فراغ، والموضوع له أسباب، وتم التمهيد والبناء له فكرياً من قبل جماعات متمرسة تعتبر نفسها جهادية، برعت في أسلوب الخطاب، وكرست وقتها وجهودها لتبث أفكارها وتقنع بها الشباب، فكانت المحاضرات الدينية الملغمة بأفكار الجهاد والإرهاب إحدى البوابات لهؤلاء ليلتحق كثير منهم بداعش وغيرها، وكانت بعض الاجتماعات وسيلة أخرى .
الجماعات الإرهابية في بحث دائم لكل ما يبرر أعمالها وترفع شعارات الدين، وقد عمدت إلى أساليب منها المواقع الإلكترونية، وللأسف هذه المواقع أكثر ما يشغل هذا الجيل اليوم.
لم يتوقف الأمر عند المواقع، المساجد كانت سابقاً مقراً للمحاضرات الدينية لأبناء الحي، وقد كانت تؤتي ثمارها الطيبة في تربية الأبناء، ولكننا اليوم وسط هذا الشتات والتباين الفكري، وإساءة البعض للدين أصبح من الواجب التيقظ من قبلنا كأولياء أمور لكل من يسيء استخدام هذه المحاضرات، والتيقظ لكل تجمعات يشارك فيها الأبناء بشكل منتظم قبل أن نجدهم متهمين خلف القضبان في قضايا أمنية تمس دولهم..
أو تتهمهم بالالتحاق في تنظيمات إرهابية تستهدف أمن الدولة التي ينتمون إليها ودولاً أخرى. تحصين فكر الأبناء وحمايتهم من الوقوع متهمين في قضايا أمنية لا يمكن التعويل فيه على جهات أمنية فحسب، فنحن كأولياء أمور لا بد أن نملأ فراغ هذا الفكر منذ الصغر بما يفيد، وتحصينه بما يكون مضاداً لأي افكار متطرفة، ومراقبة الأبناء.
المهمة ليست سهلة خاصة بالنظر إلى التحديات الكبيرة إلا أن المواجهة للإرهاب حتمية لوقف الجهات التي تفرخ هذه العناصر وتحشو رؤوسها بأفكار الإرهاب، ولمنع خسارة أبنائنا ضحايا لهذه الفئات التي نعدها اليوم الأشد خطراً على سلامة مجتمعاتنا وأمتنا.