اللغة هوية وليست هواية

اللغة هوية وليست هواية

اللغة هوية وليست هواية

 صوت الإمارات -

اللغة هوية وليست هواية

ميساء راشد غدير

لم يكن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مبالغاً أو متجنياً في انتقاده لبعض المسؤولين الذين يستخدمون الكلمات الإنجليزية في حديثهم، بينما يعوّل عليهم كمسؤولين ومختصين في تقديم اللغة العربية باستخدامها والحث على استخدامها، وعدم الخلط بينها وبين اللغات الأخرى دون حاجة.

جاء ذلك الانتقاد عندما تحدث في ندوة على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب، عن استخدام بعض المسؤولين للغة الإنجليزية عمداً لا سهواً في حديثهم الرسمي، وهو ما أصبحنا نلاحظه من بعض من يتجاوزون اللغة العربية كلغة هوية ولغة رسمية، لا سيما في المخاطبات الرسمية في المؤسسات والدوائر الحكومية، وفي الندوات والمؤتمرات التي تقام في دولة الإمارات، والتي أضعفت اللغة العربية عند المتحدثين بها خاصة من الجيل الجديد من الشباب.

إن استعمال اللغة الأجنبية في الندوات والمؤتمرات من قبل مسؤولين رسميين يعول عليهم للمساهمة في التأكيد على استخدام لغتنا العربية، أمر لم يعد مقبولاً، خاصة عندما تكون غالبية الموجودين من المتحدثين باللغة العربية، بل ويمكن اعتبار هذا الأمر مقللاً لشأن الحضور ومؤكدا على عدم الاكتراث بهويتهم وحضورهم، حتى وإن وجدت الترجمة الفورية.

ولا يعني هذا أننا نرفض تعلم الإنجليزية أو التحدث بها، فهي لغة مطلوبة ولها استخداماتها، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الاستخدام على حساب لغتنا. فقد اتسع التفريط باللغة العربية ليشمل المناهج في المدارس، وصولاً إلى الجامعات، ما أوجد لدينا شريحة من الطلاب ضعيفة في استخدام لغتها العربية، حتى في التعبير عن نفسها، كتابة وتحدثاً، وأصبحت في كثير من الأحيان غير قادرة على فهم ما تسمعه، وبالتالي عاجزة عن المشاركة في أي حديث يدار باللغة العربية، وما يحدث في المنتديات والمؤتمرات شاهد على ما نقول.

تحدثني إحدى المسؤولات في إحدى جامعاتنا الوطنية، عن لغة المخاطبات لديهم قائلة: «عندما أضطر لكتابة رسالة باللغة العربية فإني لا أجد سوى محرك البحث غوغل ليساعدني على ترجمة ما أكتبه باللغة الإنجليزية أولاً، فقد فشلت المدارس الخاصة والجامعات في تمكيننا من مهارات اللغة العربية الأساسية، والنظام العام لا يساعد على استخدام اللغة العربية». المسؤولة إماراتية ويفترض أنها متحدثة باللغة العربية، بل ومتمكنة فيها، لكنها لا يمكن أن تتحدث معك بجملة عربية دون أن تتخللها ثلاث أو أربع كلمات إنجليزية.. فأي هوية سنحافظ عليها إن كانت لغة أفكارنا وهويتنا في مهب الريح وعرضة للضياع بسبب تجاهلنا لها؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللغة هوية وليست هواية اللغة هوية وليست هواية



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates