ميساء راشد غدير
يشن بعضهم حرباً غير مبررة في شبكات التواصل الاجتماعي على السعودية ومن شارك معها في عاصفة الحزم، متهمين هذه الدول ومن بينها الإمارات بتشريد وتشتيت شمل الأشقاء اليمنيين، الأمر الذي يثير استغرابنا من هذه الادعاءات التي تتجاهل الجهود التي بذلتها هذه الدول وتحديداً دولة الإمارات طوال السنوات الماضية للحفاظ على أمن وسلامة اليمن، وعلى تقديم كل الدعم الإنساني والاجتماعي لأهله، سواء في وطنهم أو من خلال تواجدهم الفعلي على أرض الإمارات التي لم يشعروا يوماً بأنها تعاملهم بما لا يستحقونه.
لا نقول هذا دفاعاً عن الإمارات فهي أكبر من أن تكون في موقف اتهام، ولكننا نقول هذا لأننا نستغرب تجاهل أصحاب الحملات المغرضة للمواقف التي تؤكد فيها الإمارات كل يوم مواقفها السياسية الواضحة والتي تنأى فيها عن التدخل في شؤون الغير أو النظر إلى مصالحها على حساب الغير.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال لقائه نائب الرئيس اليمني الأسبوع الماضي أكد موقف الإمارات التاريخي تجاه اليمن وشعبه ودعمها للشرعية بما يكفل عودة الأمن والاستقرار لليمن، إذ قال سموه إن الإمارات مستمرة في الحفاظ على الأمن الاجتماعي والوظيفي لأبناء الجالية اليمنية المقيمين على أرض الدولة، وأكد في تصريحاته أن الأحداث والأزمات لا تؤثر على تعاملنا الإنساني مع الأشقاء ومع الجاليات التي تعيش في هذا الوطن بكل أمان واطمئنان.
تصريحات سموه عن اليمن وتعامل الإمارات مع الجالية اليمنية وغيرها من الجاليات لا تكشف عن مسألة جديدة بل تؤكد حقيقة المبادئ التي تعمل وفقها الإمارات وتسير فيها بناء على نهج سياسي واضح بعيداً كل البعد عن استهداف أمن الشعب اليمني أو المساس بمصالحه، ولو كان الأمر خلاف ذلك لما أعطته هذه المساحة الكبيرة من الأمن من عشرات السنين يوم أقام اليمنيون في الإمارات وعملوا فيها واستقر الكثيرون منهم في الدولة، فهل يدرك أصحاب الأهداف المغرضة عمق هذه التصريحات وأهميتها؟ نتمنى ذلك.