ميساء راشد غدير
تتعدد أشكال العطاء الإنساني الذي لم يكن يوماً العطاء فيه محصوراً في المادة، فقد نملك من الفكر والمشاعر والطاقات ما يكون في الحقيقة أغلى وأهم وأكثر وقعاً من أي مبالغ تقدم لبعض الفئات في المجتمع كونها تحتاج إليها أكثر، كالأيتام والقصّر.
هذا هو الأمر الذي دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من يومين لإطلاق مبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقصر من خلال قنوات تطوعية لتشكيل روابط أخوية وعائلية حقيقية تلبي احتياجاتهم المعنوية.
المبادرة لا تتطلب التبرع بالمال، بل تتطلب من المتطوعين نساء ورجالًا، شباباً ومسنين، تخصيص أوقات، وجهود، وأفكار للتفاعل مع الأيتام والقصر والتواصل الاجتماعي معهم وتشكيل روابط أسرية وأخوية حقيقية معهم تعدهم نفسياً وعلى صعيد الكفاءة والخبرة لمواجهة الحياة.
المبادرة ليست جديدة في تاريخ دولة الإمارات في مجال الأعمال الإنسانية، لكنها تعزز نوعاً من العمل الإنساني وهو «العمل الإنساني الأسري» الذي تشجع فيه القيادة العمل من خلال الأسرة والجماعة بعد أن كانت غالبية المساعدات تعتمد على المبادرة والمساهمة الفردية.
أبعاد هذه المبادرة تخاطب الأسرة بجميع أفرادها، والمؤسسات، في سبيل تحقيق الاحتياجات الاجتماعية، والاحتياج لتقدير الذات والثقة.
هذه الأبعاد لكل منا فرصة للمشاركة فيها من خلال أسرته، في موقع عمله، أو حتى من مقعده الدراسي.
مبادرة الأيتام والقصر تدفعنا لنقول من جديد وبثقة لم يخالطها الشك إن مجتمع الإمارات متماسك، لم يغفل قادته فئة من الفئات تحتاج الدعم بكل صوره، بداية بالمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، المحتاجين، ونهاية بالأيتام والقصر، وبذلك يبقى مجتمعنا الإماراتي وبجدارة نموذجاً عالمياً للتراحم والتماسك والتآلف.