الأمن أولاً وأخيراً

الأمن أولاً وأخيراً

الأمن أولاً وأخيراً

 صوت الإمارات -

الأمن أولاً وأخيراً

ميساء راشد غدير

أثارت قضية «شبح الريم» بأبوظبي ضجة كبيرة، وهذه الضجة طبيعية؛ ذلك أن الجريمة وقعت وقت ازدحام المركز التجاري بالزوار في مناسبة وطنية، وأثناء وجود رجال الأمن العاملين فيه، إضافة إلى تصوير الكاميرات تحركات الجانية. الحادث أثار تساؤلات الرأي العام بعد عرض الفيديو الذي جعلنا نتخطى مسألة إخفاء الجانية هويتها وملامح وجهها بالنقاب والجلباب الأسود الواسع إلى مسائل أكثر أهمية تتعلق بمكان وقوع الجريمة والاحترازات الأمنية الواجب اتخاذها في المراكز التجارية والأماكن العامة، مع الزوار منتقبات كن أو غير منتقبات.

كلنا يزور المراكز التجارية، ولم نلاحظ يوماً غياب العاملات المسؤولات عن التنظيف عن دورات المياه، ما يجعلنا نتساءل عن الكيفية التي تأكدت بها الجانية من وجود المجني عليها في دورة مياه المركز وحدها، والتساؤل حول تمكن الجانية من الخروج بعد القتل مسرعة، أما التساؤل الأهم فهو عن القدرات التي أدت إلى صناعة قنبلة يدوية بدائية وزرعها أمام منزل فرد، وهو أمر دخيل على مجتمع الإمارات!.

النقاب ربما يستخدم لإخفاء شخصية الجاني امرأة كان أو رجلًا، ولكننا نعتقد بأن فصول الجريمة لم يكن لها أن تكتمل دون وجود تنسيق أطراف أخرى مع الجانية التي ارتكبت جريمة واستعدت لتنفيذ جريمة أخرى.

لو كان الغرض القتل فحسب، لكان القتل لأي شخص آخر، لكن اختيار دورات المياه وموقع سكني في بناية سكنية يفتح أبواباً للتساؤلات، ويدفعنا أكثر للمطالبة باحتياطات أمنية لمنع وقوع حوادث من هذا النوع في المستقبل، خاصة وأن الكاميرات لا توضع في بعض الأماكن كدورات المياه لخصوصية مستخدميها، وقد تكون مستقبلاً مكاناً لتنفيذ مختلف الجرائم كما حدث بالأمس القريب وقبل ذلك من حوادث اغتصاب ومشاجرات.

الجريمة لا ترتبط بجنسية أو جنس، ولا برداء معين، ومن يخطط لها سيسعى لتنفيذها، بل ويستطيع أن يضع متفجرات وأسلحة في حقيبة يد يحملها أو تحت ملابسه لينفذ ما يخطط له أو ما يملى عليه كما فعلت الجانية.

وزارة الداخلية أثبتت بالقبض على المتهمة كفاءة الأجهزة الأمنية في دولة الإمارات ولله الحمد، ولولا هذه الكفاءة لما تمكنت من القبض عليها في زمن قياسي، بل والكشف عن جريمة أخرى كانت ستقع لولا لطف الله وعنايته، رغم غياب البصمات وإخفاء السيدة ملامحها وأرقام المركبة التي استخدمتها.

بعد الحادث من المفترض تحديد الثغرات التي سهلت وقوع هذه الجريمة وسد الطريق على أي فرد يفكر في تكرار الأمر نفسه في بلد يحتضن اليوم أكثر من مئتي جنسية، وما زال الأمن سمة تميزه. وهذا الدور ليس منوطاً بالجهات الأمنية فحسب، بل بنا كأفراد يفترض بنا التبليغ عن أي أحداث نشتبه بها، فهذا أقل ما يمكن أن نقوم به حفاظاً على أمن مجتمعنا وسلامته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمن أولاً وأخيراً الأمن أولاً وأخيراً



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates