ميساء راشد غدير
كلنا يذكر مقطع الفيديو الذي انتشر أخيراً لمعلم يضرب طالباً في إحدى مدارس عجمان، وكنا ننتظر جميعاً القرار الذي ستتخذه الوزارة في هذه الواقعة التي لم يكن المجتمع بأكمله قادراً على استيعابها بعد حالة النضج التي وصل إليها أفراده، ومستوى التربية الذي نشؤوا عليه والذي أصبح يفرز ويستبعد أي سلوكيات تتنافى مع هذه التربية.
بالأمس أعلنت وزارة التربية عن قرارها في هذه الواقعة بإنهاء خدمات المعلم الذي ظهر في مقطع الفيديو، وقد اتخذت القرار بعد انتهائها من التحقيقات القانونية والاستماع لشهود الواقعة، والتي أثبتت صحة ما نسب للمعلم من تهم حول استخدامه العقاب البدني المؤذي في حق الطالب.
الوصول إلى هذا القرار بعد إجراءات إدارية خطوة كانت منتظرة ومتوقعة من وزارة التربية والتعليم بعد أن تكررت هذه المشاهد في الفترة نفسها، ليضع هذا الإجراء حداً لمثل هذه الممارسات التي لا يمكن أن نقبل بها في بيئاتنا المدرسية، ولا يمكن أن نقبل بها من أي معلم يفترض أن يكون دوره احتواء الطلبة واستيعابهم، وتوجيههم وعقابهم بأفضل الأساليب التربوية التي لا تهز شخصيتهم ولا تلغي شخصية المعلم في الوقت نفسه.
وزارة التربية اتخذت إجراءها ضد المعلم، ولكنها أكدت مسألة مهمة، وهذه المسألة تتعلق بالطالب، وهي أن يعي دور المعلم وأهمية الرسالة التي يؤديها في تنشئة أجيال المستقبل، وتقديم الاحترام في طبيعة هذه العلاقة، حتى نحفظ للمدرسة الإماراتية هيبتها والاعتبارات الأخلاقية الرفيعة التي تميزها.
الدور المطلوب من الطالب تجاه المعلم لا بد أن تعيه الأسرة بدورها فتهتم بتأصيله لدى أبنائها لتحفظ للمعلم احترامه وهيبته، وتدفع بالطلاب لتأدية واجباتهم تجاهه، ذلك أنه موظف مختلف عن أي موظف، يحتمل الكثير من أجل تربية وتعليم من يعتبرهم في مقام أبنائه، ويستحق أن يكرم، وتكريمه يكون بالاحترام والتقدير والصبر عليه بصبره على طلابه وأكثر.
نحن في مجتمع تربى على قيم ومبادئ ترحم الصغير وتحترم الكبير، وتنبذ العنف بكل أشكاله، فكيف إن كان في ميدان التربية والتعليم!