ميساء راشد غدير
يحاصر المشاهد العربي اليوم بمئات القنوات الفضائية التي تتنافس فيما بينها لتقديم كل ما من شأنه جذب اهتمام المشاهد الذي يملك من الوعي والاطلاع والخيارات ما يجعله قادراً على اختيار الأنسب له، وهو ما يضاعف الأعباء على المسؤولين عن هذا الإعلام وقنواته في مختلف الوسائل، فضائية أو إذاعية، إذا ما كان كل منهم يحمل رسالة، ويضع أهدافاً يسعى لتحقيقها بغض النظر عن تقييمنا لهذه الأهداف.
اليوم في تمام الساعة الثامنة مساء تنطلق شبكة قنوات دبي للإعلام بقنوات جديدة، أهمها دبي دراما، ودبي زمان، إضافة إلى قنوات أخرى كانت متواجدة في فترة سابقة، لكنها تطل من اليوم بحلة جديدة وبرامج جديدة تطمح من خلالها مؤسسة دبي للإعلام إلى تقديم كل مميز، والأهم من ذلك أنها تضع نصب أعينها الأسرة العربية التي تتوجه إليها بالدرجة الأولى.
إن ما يميز هذه الانطلاقة في وجهة نظرنا ومن خلال متابعتنا لملامحها وخطوطها العريضة أنها تنطلق بروح وسواعد إدارية إماراتية، ترفع سقف توقعاتنا بقدرتها على انتقاء وتقديم كل ما يتناسب مع الأسرة المحلية والعربية، وهذه الخبرات الوطنية ذاتها هي التي أحدثت الفارق نفسه عندما أطلقت في وقت لاحق قنوات كنا ومازلنا نرى تميزها كقناة «سما دبي» التي احتلت مكانة في منزل كل مواطن وخليجي، واعتبرت بوابة الإمارات في الوطن العربي للتعريف بهذا المجتمع وعاداته وتقاليده والتعبير عن هويته.
إحراز السبق في الإعلام اليوم يتحقق لمن يكون قادراً على أن يحتل مكانة في كل منزل، لا سيما في الدول العربية التي تعد من اكثر مناطق العالم انتشاراً لأجهزة التلفاز، ولن يكون ذلك إلا من خلال حزمة برامج تلامس احتياجات المشاهد وتعبر عن همومه وتطلعاته، وتحترم وعيه وقدرته على الانتقاء. على المسؤولين عن الإعلام التقليدي المتمثل في القنوات الفضائية والإذاعات البحث عن أساليب تمكن الإعلام من البقاء والصمود في ظل التطورات التقنية الكبيرة والمتلاحقة التي يشهدها عالمنا اليوم، والتي دفعت ببعضنا لمتابعة البرامج التي يفضلها من جهاز هاتفه دون حاجة لفتح التلفاز الذي أمامه.
نبارك لمؤسسة دبي للإعلام انطلاقتها الجديدة، ونثق بأن هذه الانطلاقة ستكون خير من ينقل الهوية الإماراتية، وخير من يخاطب الأسرة العربية، وخير من يحاور ويبني فكراً بما يقدمه من برامج حوارية ودراما هادفة لا ضير في إنفاق الميزانيات الضخمة عليها طالما أنها تحمل رسالة ومحتوى هادفاً.