ميساء راشد غدير
انتهت القمة الحكومية الثالثة منذ أيام ومازلنا في الحقيقة نسترجع أهم ما جاء في هذه القمة، ووقائع جلساتها، والأكثر أن كلاً منا خرج متسائلاً بينه وبين نفسه ماذا بعد أن حقق التميز، وماذا بعد أن أصبح في نطاق المدن الذكية وموظفاً في حكومات ذكية، وكيف سينضم إلى ركب المبتكرين، الذين يعتبرهم العالم هم الأداة لاستمرار المجتمعات وتطورها، بل وسبباً في سعادة الشعوب؟!
صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وجه بإعلان عام 2015 عاماً للابتكار في الدولة، وقد استجابت القمة الحكومية لهذه التوجيهات، ولا نبالغ إذا قلنا إن القمة في عامها الثالث كانت الأكثر شمولية، والأكثر تجدداً في ما طرحته من موضوعات وما عرضته من مشاريع، ما يجعلنا نقول إن اللجنة المنظمة للقمة الحكومية، التي وقفت خلف هذا الحدث الضخم استطاعت تقديم نموذج مبتكر في التنظيم، فالابتكار في تنظيم القمم والمؤتمرات ليس بما يصدر من دعوات، أو بما يقدم من ترتيبات للضيوف فحسب..
ولكن بالقدرة أولاً على استقطاب الكفاءات الحكومية من مختلف دول العالم القادرة على إثراء موضوع القمة، وهو ما نجحوا فيه بجدارة لا سيما وقد تحدث في هذه القمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد وإخوته، سمو الشيخ سيف بن زايد، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد، وسمو الشيخ منصور بن زايد، الذين قدم كل منهم موضوعاً له أهميته في المواطنة أو مستقبل الإمارات. والأمر الآخر كان في قدرة اللجنة على عرض تجارب وتكريم جهات محلية وعربية ودولية تفوقت في تطبيقاتها الذكية، والأهم من ذلك، أن كل صغيرة وكبيرة في القمة تم التنظيم لها والتخطيط لها وإدارتها على أيدي قيادات شابة، برهنت القمة من خلالها على قدرات الإمارات الكبيرة في الاستثمار في الطاقات الشابة التي وجدناها في كل ركن وجلسة.
ليس من اليسير تنظيم حدث بهذه الضخامة، وبهذا المستوى من التمثيل الحكومي العالي في منطقة ملتهبة أحداثها سياسياً وأمنياً، ولكن الخبرات الوطنية التي قابلناها، التي لمسنا جهدها في أروقة هذه القمة تؤكد أنها نجحت في إقناع الدول المشاركة والمشاركين بأن دولة الإمارات تغرد خارج سرب الفوضى، في فضاء يستشرف المستقبل ويتفاءل به، ويدعو للاستثمار في الشباب مبتكرين ومبدعين ومفكرين.
القمة الحكومية مازالت حاضرة فينا فكراً وقلباً، ونقول للجنة المنظمة لها شكراً.