ميساء راشد غدير
رحم الله أبناء منطقة رول ضدنا بإمارة الفجيرة، الذين وافتهم المنية بداية هذ الأسبوع الجاري، نتيجة استنشاق مواد كيماوية، عمد أحد أفراد الأسرة لاستخدامها لتنظيف المجاري «أعزكم الله». حادثة الوفاة التي حدثت بسبب هذه المواد المتمثلة في «التيزاب»، ليست الأولى التي تقع في الإمارات، فإذا كانت هذه العائلة قد استخدمت المادة للتنظيف وفتح المجاري في المنزل، فإن البعض استخدمها أداة للتشويه والقتل وإيذاء الغير.
للأسف الشديد، ورغم تكرار الحوادث بسبب هذه المادة وغيرها من المواد الكيماوية السامة، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة منها، وعلى الرغم من سعي البلديات لتوفير خدمات رش المبيدات الحشرية وصيانة المجاري، إلا أن أسراً ما زالت تصر على شرائها وحفظها في المنازل واستخدامها في تنظيف المجاري، رغم خطورتها البالغة، التي تصل إلى التشويه والاختناق بها حتى الموت.
توفر المواد الكيماوية في الجمعيات والمحال التجارية كالتيزاب وغيره، وعدم الوعي بخطورة هذه المواد أمر لا بد من وضع حد له، خاصة إن كنا نتحدث عن «التيزاب»، الذي لا نعتبر أنه ضرورة في المنازل، وسط وجود مئات المنتجات البديلة، التي يتيحها سوق الإمارات المفتوح على جميع دول العالم، وإن كانت الحاجة ماسة لاستخدام هذه المواد، فالمفترض أن يكون في محال محددة، ولأسباب محددة أيضاً، تسجل باسم الشخص المشتري، وتحت طائلة مسؤوليته، كما يحدث تماماً في موضوع الأسلحة أو السجائر، وغيرها من المواد التي لا تباع لأي من طلبها أو البحث عنها، لأن القانون يمنع ذلك.
نتمنى على البلدية والدوائر الاقتصادية في الإمارات، وضع آلية لبيع المواد الخطرة، وحظر استخدامها في المنازل، فالركون إلى وعي الأفراد والأسر التي تعتقد أنها اعتادت استخدام هذه المواد وقادرة على حماية نفسها من مخاطرها، أمر غير كاف، وهو السبب في ما نسمع عنه من حوادث وفيات أو تشوهات، خاصة أن لدينا في المنازل عاملات، ربما لا تعينهن ثقافتهن على استخدام هذا النوع من المنتجات بالشكل الذي ينبغي، فلو كان الأمر كذلك، لما راح ضحية هذه المواد والمبيدات الحشرية السامة عشرات الأفراد.